يشير خبراء السياسات الإسرائيلية إلى أن فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التدخل البري في لبنان وصمود المقاومة في غزة سيؤثر بشكل كبير على أداء الحكومة. ورجح إيهاب جبارين، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الإخفاقات في تحقيق أهداف العملية العسكرية ستجبر نتنياهو على إلقاء الخطاب في ذكرى 7 أكتوبر/تشرين الأول وهو يرتدي ملابس تعكس حالة الإحباط، بعد أن كان يخطط للظهور بصورة أكثر تفاؤلاً، مما يعكس الوضع المتدهور للصراع. ويعتبر جبارين أن نتنياهو حاول طيلة الأسابيع الماضية إخفاء هذه الفشلات عبر التحركات العسكرية في الجبهة الشمالية، لكن هذه المحاولات لم تنجح.
من جهته، يعبر المحلل السياسي توفيق شومان عن قلقه إزاء تصعيد العمليات العسكرية للمقاومة اللبنانية، حيث زادت بشكل ملحوظ لتصل إلى أكثر من 25 عملية يوميًا، متجاوزة المعدلات السابقة. ويؤكد شومان أن هذا التصعيد يعكس قوة المقاومة وتماسكها رغم الضغوطات العسكرية الإسرائيلية. كما أن القرار السياسي لحزب الله يظل على نهج ثابت، مما يشير إلى وجود استمرارية في العمليات العسكرية بالرغم من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وفي السياق ذاته، يتناول شومان تنوع الأسلحة التي استخدمتها المقاومة، مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة والمدفعية، مشيراً إلى أن ذلك يدل على تطور القدرات العسكرية للمقاومة. ويطرح سؤالًا حول إمكانية وجود نقاط ثابتة للمدفعية تساهم في الرد على التحركات الإسرائيلية، ويؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على تنسيق عملياتها واستخدام الكمائن ضد القوات الإسرائيلية، مما يشير إلى فشل الأعمال الجوية في تقليص قدرات المقاومة.
يتناول الكاتب أيضًا التحديات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في ظل هذه التطورات، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية عانت من خسائر شديدة خلال الفترة الأخيرة. ويشير شومان إلى نقاشات داخل الخطط العسكرية الإسرائيلية حول العودة إلى استراتيجية الضربات الجوية، لكنه يتساءل حول تأثير ذلك على التهديدات المتعلقة بالعمليات البرية في لبنان. ففي حالة استمرار الخسائر، قد تزداد الضغوطات على نتنياهو لتوضيح الأهداف الحقيقية وراء العمليات العسكرية.
من ناحية أخرى، يقترح جبارين أن تزايد الخسائر الإسرائيلية قد يؤدي إلى طرح أسئلة حول الأهداف الحقيقية للحرب. وقد يتساءل الإسرائيليون حول ما إذا كانوا يقاتلون لتحقيق الأهداف المعلنة أم لمحاولة تقليل النفوذ الإيراني في المنطقة. ويشير إلى أن هناك استراتيجية جديدة قد تكون قيد الإعداد، حيث شهدت الأهداف المعلنة والمناورات تغيرات جذرية في الفترة الأخيرة.
وفي الختام، يبرز جبارين التنسيق بين المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل بشأن الجبهة اللبنانية، مشيرًا إلى أن هناك خططًا تكتيكية جديدة تُعَد منذ مدة طويلة لمواجهة حزب الله. ويعتقد أن استراتيجية نتنياهو الحالية تهدف إلى لبس المشهد في الداخل والخارج، مما يسمح له بالاستمرار في توسيع العمليات العسكرية وفقًا للظروف الحالية، رغم الضغوطات المتزايدة التي تنجم عن الخسائر المتكررة.