تتناول المقالة التي نشرتها مجلة 972 تحليلًا للواقع الإسرائيلي الحالي، مشيرة إلى أن إسرائيل حاربت العام الماضي بلا استراتيجية سياسية للتعامل مع الوضع المتأزم بينها والفلسطينيين. يرتبط هذا الوضع بكارثة السابع من أكتوبر، والتي اعتبرها الكثيرون أكبر مذبحة للمدنيين الإسرائيليين. الكاتب أورين يفتاخيل يؤكد أن هذه الأحداث تشير إلى انهيار الوضع القائم للاحتلال، حيث كانت سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعتمد على “إدارة الصراع” لتعزيز الاحتلال مع احتواء المقاومة الفلسطينية، لكنه يرى أن هذه الاستراتيجية تهاوت بعد الهجوم الأخير.

تشير المقالة إلى أن الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل ليست مدفوعة باستراتيجية سياسية واضحة، بل تهدف بالأساس إلى تعزيز هيمنة نتنياهو السياسية، مع التركيز على الحفاظ على نظام التفوق اليهودي في فلسطين. ولذا، يعتبر الكثير من الخبراء أن ما يحدث هو “أول حرب فصل عنصري” تخوضها إسرائيل. هذه الحرب تسعى بشكل أساسي إلى تعزيز مشروعها العنصري بدلاً من البحث عن حلول سياسية أو مصالحة مع الفلسطينيين، مما يعكس تحولاً في اتجاه سعيها لاستدامة الاحتلال.

يعرض الكاتب الجذور التاريخية للنظام العنصري في إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا النظام قد تم إخفاؤه خلال عقود من خلال ادعاءات حول عملية السلام. ومع ذلك، تظهر الحقائق على الأرض بوضوح متجدد أنها تتجه نحو ترسيخ نظام الفصل العنصري، وهو ما أصبح أكثر وضوحًا تحت قيادة نتنياهو منذ إعلان قانون الدولة القومية اليهودية في 2018. هذا القانون يعزز شعور التفوق اليهودي ويعكس الهدف من الاستيطان كسلوك وطني.

تتناول المقالة أيضًا كيف أن القمع الممارس ضد الفلسطينيين منذ عقود تفاقم حيث تم توثيق الدمار الهائل في غزة، والذي اعتبره بعض المراقبين إبادة جماعية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل إسرائيل سياساتها التوسعية في الضفة الغربية من خلال الإجراءات الضمتية وتقوية المستوطنات، مما يؤدي إلى مزيد من التهميش للفلسطينيين في الداخل وفي الأراضي المحتلة. تعكس هذه السياسات تصعيدًا لحالة القمع وتحويل فلسطين إلى ساحة نزاع دائم.

يشير الكاتب إلى التغير في سياق الحرب الإسرائيلية، موضحًا كيف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد أطلقت جبهات جديدة من الحرب ضد المعارضة الداخلية، بما في ذلك أولئك الذين يسعون إلى السلام والعدالة. تروج الحكومة لأفكار التفوق اليهودي في خضم الحرب، وتعمل على تضعيف استقلال القضاء ونظام حقوق الإنسان. هذا التوجه نحو الاستبداد يتجلى في العنف المتزايد ضد المتظاهرين وقمع الأصوات المعارضة.

في الختام، يشير الكاتب إلى أن الفصل العنصري لا يمثل فقط فشلًا أخلاقيًا وإنما يختزن في طياته عدم الاستقرار والعنف المستمر، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد والبيئة. وعلى الرغم من الدعم الدولي لإسرائيل، إلا أنها تواجه تحديات متزايدة على الصعيدين الداخلي والدولي. يتوقع الكاتب أن فقدان التحالفات الدولية قد يدفع الحكومة الإسرائيلية نحو إعادة تقييم سياساتها تجاه الفلسطينيين، مؤكدًا أن التغيرات في الآراء المحلية والدولية قد تؤدي إلى استجابة جديدة من الدولة تجاه الصراع القائم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version