رغم نداءات الاعتدال من قادة مجموعة الدول السبع، يبدو أن إيران وإسرائيل قد انتقلا من الحرب التوكيلية إلى المواجهة المباشرة. استمرت الضربات الجوية المتبادلة بين القوات الدفاعية الإسرائيلية والجيش الإيراني في التصاعد. رغم النداءات للتعقل من قادة مجموعة الدول السبع يبدو أن إيران وإسرائيل قد انتقلا من الحرب التوكيلية إلى المواجهة المباشرة في أراضيهما الاقليمية. حيث حذرت إيران من فرض عقوبات جديدة. في الوقت نفسه، شهدت هجوم طائرة بدون طيار إسرائيلية على إيران رداً على القوات الجوية للقاعدة الجوية الكبرى والموقع النووي بالقرب من المدينة الوسطى إصفهان. ولم تتعرض القاعدة لأي أضرار. وجاء ذلك بعد أيام من هجوم طهران على إسرائيل. وعبرت عدة دول عن قلقها من إمكانية أن تنفصل إيران وتصبح دولة جوية نووية. وقدم بعضها المساعدة لإسرائيل عندما تعرضت لهجوم من طائرات بدون طيار إيرانية، وكذلك صواريخ كروز وباليستية يوم السبت. لكل من إسرائيل وإيران بطاريات مضادة للصواريخ ودروع دفاع جوي تحمي الأهداف الاستراتيجية في حالة وقوع هجوم عسكري واسع النطاق.
في سياق ذلك، يشير تقرير الصحافة الى زيادة التصعيد بين إيران وإسرائيل الامر الذي يثير المخاوف من تطور المواجهة الى مستويات أخطر. وتعكس هذه الاحداث قلق الدول الاخرى من تأثيراتها على الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل عام. ولقد حذرت إسرائيل من خطورة هجمات إيران وتأثيرها على سلامة وأمان المنطقة بأسرها. ومن الواضح أن التصعيد بين البلدين يمثل تحديًا للقوى الاكبر عالميا للتدخل ولحل الأزمة والحد من التصعيد.
وقد أثارت هذه المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل مخاوف الدول الجارة والمجتمع الدولي بشكل عام. وطالبت العديد من الدول بالتهدئة وإيجاد حلول دبلوماسية لمنع تصاعد الأزمة، حيث يعتبر التحالف الدولي العالمي قرارات الصراع بين البلدين تهديدا للأمن الإقليمي والدولي. ويرى أن الحل الوحيد للأزمة يكمن في اتخاذ إجراءات وقائية لوقف التصعيد وإيجاد حلول سلمية للازمة بين البلدين.
وفي خضم هذه الاحتقانات بين إيران وإسرائيل يبدو ان التوترات تتزايد والمخاوف من توابع المواجهة المباشرة بين البلدين تزداد ايضا، وهذا يتطلب تدخل من الجهات العالمية الكبرى لحل الأزمة وتهدئة الاوضاع والمساعدة في التوصل الى تسوية سلمية للصراع. وهو ما يشكل تحديا كبيرا لرؤية القوى العالمية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومن المهم ان تكون الجهات العالمية الكبرى على قدر المسؤولية التي يتطلبها الوضع الراهن.
في الختام، يمكن القول أن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل يشكل تحديا كبيرا للسلام والاستقرار في المنطقة، ويجب على الأطراف الدولية المتدخلة أن تعمل على وقف التصعيد والبحث عن حلول دبلوماسية للأزمة لتجنب تفاقم الوضع وحدوث نزاع مسلح اكبر. ولا بد من اتخاذ إجراءات جدية من جانب الجهات الدولية لضمان استقرار المنطقة والالتزام بقواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول في حل النزاعات.