في عام 1990، تم اتهام خمسة مراهقين من ذوي الأصول السوداء واللاتينية، المعروفين باسم “خمسة سنترال بارك”، ظلمًا بقضية الاعتداء الجنسي على تريشا ميلي، وهي امرأة بيضاء تبلغ من العمر 28 عامًا. الحادث الذي وقع في أبريل 1989 كان له تأثير عميق، حيث ظلت الضحية في غيبوبة لمدة 12 يومًا. وبرغم تبرئتهم بعد عدة سنوات، يجد هؤلاء الرجال الخمسة أنفسهم الآن في معركة قانونية جديدة، حيث رفعوا دعوى قضائية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، موجهين له اتهامات بالتشهير بسبب تصريحاته خلال مناظرة رئاسية في سبتمبر الماضي.

خلال المناظرة، زعم ترامب أن المراهقين اعترفوا بجرائمهم، موجهًا اتهامات بأنهم ألحقوا ضررًا كبيرًا بأحد الأشخاص. ومع ذلك، فإن الحقيقة تتنافى مع تلك التصريحات، حيث لم يقتل أحد نتيجة الهجوم، كما أن المتهمين أصروا خلال جميع مراحل المحاكمة على براءتهم. وشدد المحامون الذين يمثلون “خمسة سنترال بارك” في دعاهم القضائية على أن تصريحات ترامب أساءت إلى الحقائق وأثرت سلبًا على سمعتهم وحياتهم.

تاريخ القضية يتضمن العديد من الجوانب القانونية المعقدة، حيث اعترف أحد المجرمين المدانين، ماتياس رييس، بالاعتداء على ميلي، مما أدى إلى تبرئة “خمسة سنترال بارك” في عام 2002. هذه الحقائق، بالإضافة إلى الأدلة الجديدة التي قدمها الحمض النووي، جعلت المحكمة تلغي إداناتهم. على الرغم من الإدانة الظالمة، تمكن الرجال الخمسة من الحصول على تعويضات مالية من مدينة نيويورك بسبب الأضرار التي لحقت بهم.

تصريحات ترامب حول القضية ليست جديدة، ففي عام 1989 كان قد نشر إعلانات في الصحف داعياً لعودة عقوبة الإعدام، معربًا عن رأيه بأن المتهمين يجب أن يتحملوا عواقب أفعالهم. وقد لاقت تلك العبارات صدى كبيرا في وسائل الإعلام وأثارت غضبًا واسعًا آنذاك. ومع أن المحكمة تبرئتهم لاحقًا، فإن ترامب لم يقدم اعتذارًا عن تلك الإعلانات، مما زاد من حدة الجدل سواء في ذلك الوقت أو الآن.

في ردودهم على الدعوى، وصف مسؤولو حملة ترامب الأمر بأنه محاولة لتحويل الانتباه عن الأجندة السياسية. وأكد المتحدث باسم الحملة أن الهجوم القضائي لن يحل شيئًا وأن ترامب يسير نحو نجاح تاريخي في الانتخابات المقبلة. وفي السياق ذاته، استمرت حملة هاريس في تسليط الضوء على موقف ترامب، مُشيرةً إلى قسوة تصريحاته وتأثيرها النفسي السلبي على المراهقين المتهمين.

الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذه القضية تلقي بظلالها على الانتخابات الحالية، حيث يتم استخدامها كأداة لانتقاد ترامب. الناشطون والمرشحون الديمقراطيون يشيرون إلى جهل ترامب بالحقائق، وقد أظهرت المناظرات والنقاشات تأكيدهم على أن الوقت قد حان لتقديم الاعتذار أولاً عن مواقفه السابقة. وأكد يوسف سلام، أحد الأفراد المتهمين، أن إعادة فتح هذه النقاشات تساعد على تصحيح المعايير الاجتماعية والعدالة في مؤسسة العدالة الجنائية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version