في الأيام الأخيرة، شهدت خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري وحلفائه تعزيزات عسكرية غير مسبوقة في ريف حلب شمال غرب سوريا، وسط توقعات بحدوث معركة قريبة تهدف إلى السيطرة على مدينة حلب. أكدت مصادر خاصة أن النظام السوري، بعد أن قام بزيادة عدد قواته من الفرقة الرابعة والفرقة 25 والفيلق الخامس والحرس الجمهوري، رفع من جاهزيته العسكرية عبر إقامة تحصينات جديدة وسواتر ترابية على جميع خطوط الجبهات، ليكون في استعداد للحفاظ على مواقعها أمام الهجمات المحتملة من قبل فصائل المعارضة.
على الجانب الآخر، أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم فصائل معارضة رئيسية مثل هيئة تحرير الشام، أنها في حالة تأهب لأي تصعيد عسكري. وأشارت إلى تصاعد اعتداءات النظام السوري وحلفائه، مما أدى لهجرة آلاف العائلات من مناطقها، مما يلقي بظلاله على الوضع الإنساني في الشمال السوري. وصرح أحد قادة “الفتح المبين” أن النية للعمل العسكري قائمة، وأن التحضيرات متقدمة، مما يشير إلى استعدادات جدية لعملية هجومية تهدف لاستعادة السيطرة على الأراضي.
تظهر في النقاشات العامة بين السكان في المناطق المحررة قلق متفاوت بين الحماس لشروع المعركة والقلق من النتائج السلبية التي قد تترتب عليها. بينما يعبر البعض عن الأمل في استعادة المناطق التي فقدوها، يخشى آخرون من تفاقم الأوضاع على المدنيين في حال حدوث نزاع مسلح جديد. هذه الانقضاءات تسلط الضوء على الأبعاد الإنسانية التي تتجاوز الجوانب العسكرية البحتة.
يبدو أن الأوضاع في الشرق الأوسط تلعب دورًا في تشكيل الأحداث في الشمال السوري، إذ يشير محللون إلى تأثير الضغوطات الإسرائيلية على النظام السوري كمؤثر رئيسي. ويعتبر البعض أن الضغوط العسكرية تؤدي إلى ضعف النظام، مما قد يفتح الفرصة أمام فصائل المعارضة للقيام بعملية عسكرية. ويعتمد هذا التحليل على فكرة تحييد الطيران الروسي كأحد العوامل المعيقة للعمليات، حيث يسعى المعارضون إلى تأمين دعم خارجي يتجاوز سلطات النظام.
الخطط المحتملة للعمل العسكري تشير إلى هجمتين محتملتين، الأولى تهدف لاستعادة المناطق التي lost على مدار السنوات الماضية، ثم المرحلة الثانية التي تستهدف مدينة حلب. وبحسب الآراء، سيكون لتواجد الفصائل العسكرية في شمال حلب دور رئيسي في هذا السياق، خصوصا مع التنسيق المستمر مع غرفة عمليات “الفتح المبين”، ما يعكس التخطيط المتقن والانفتاح على استراتيجيات جديدة لاستعادة السيطرة.
بشكل عام، تمثل هذه التطورات مؤشرات غير مسبوقة لأزمات جديدة في الوضع السوري. فبينما تسعى فصائل المعارضة للتحرير وتحقيق أهدافها العسكرية، تظل المخاوف الإنسانية والآثار الجانبية لعنف أكبر الضغوط المحورية التي لا يمكن تجاهلها. يتطلع الجميع إلى ما ستسفر عنه هذه الخطوات، لا سيما مع تزايد التوترات العسكرية والميدانية في شمال غرب سوريا.