في حادثة تعتبر من بين أكبر الإحراجات التي واجهتها القوات الجوية الروسية، أقدمت مؤخراً على إسقاط إحدى طائراتها الهجومية المتقدمة. وفقاً لصحيفة “إندبندنت”، تساقطت الطائرة المسيرة من طراز “إس-70 أوخوتنيك-بي” المعروف باسم “هانتر” بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا شرق أوكرانيا. تجسد هذه الطائرة واحدة من أكثر الطائرات المسيرة تطوراً وابتكاراً في روسيا، وقد تم تصميمها خصيصاً لمرافقة المقاتلات مثل سو-57. الحادثة مثّل ضربة كبيرة للسمعة العسكرية الروسية وأظهرت ضعف السيطرة على التكنولوجيا المتقدمة في أجواء المعارك.
تشير الأدلة إلى أنه من المحتمل أن تكون الطائرة المسيرة قد تعطلت نتيجة التشويش الإلكتروني الأوكراني، مما جعل القوات الروسية تتخذ قراراً بإسقاطها لإحباط إمكانية وقوعها في أيدي القوات الأوكرانية. وفي أعقاب ذلك، قامت القوات الروسية بإطلاق صواريخ إسكندر على موقع التحطم لضمان تدمير أي بقايا قد تتاح لها الفرصة للكشف عن التكنولوجيا المتقدمة. ورغم هذه الإجراءات الاحترازية، تمكن الجنود الأوكرانيون من استعادة مكونات حيوية من الحطام، مما يسمح لهم بحصولهم على فرص نادرة لدراسة التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات الروسية.
يعتبر فقدان طائرة “أوخوتنيك-بي” انتكاسة كبيرة لبرنامج الطائرات المسيرة في روسيا، وقد يتيح تحليل الخبراء للحطام معلومات قد تكون حساسة حيال الإمكانيات العسكرية الروسية، والتي تعزز من قدرة قوات حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا على تطوير استراتيجياتهم الجوية في المستقبل. كما أن الحادث يظهر أهمية المراقبة المستمرة للجوانب التقنية المتقدمة التي يمتلكها الخصوم وكيف يمكن استغلال نقاط ضعفهم.
تعتبر الطائرة “أوخوتنيك-بي” من أبرز المشاريع العسكرية الروسية، حيث بدأت تطويرها منذ عام 2011 وهي تتميز بقدرتها على حمل القنابل والصواريخ دون أن تتمكن أنظمة الرادار من كشفها بسهولة. إنها طائرة ضخمة يبلغ وزنها أكثر من 20 طناً، ويُعتقد أن مداها يصل إلى 6000 كيلومتر مع قدرة على حمل ما يصل إلى 2.8 طن من الأسلحة. هذا التصميم المتقدم يضعها بين الطائرات التي يمكن أن تحدث تحولاً كبيراً في سير العمليات العسكرية إذا تم استخدامها بشكل فعلي.
على الرغم من مكانتها المتقدمة في مجال الطائرات المسيرة، لم تُظهر روسيا حتى الآن دلائل على استخدامها الفعلي لهذه الطائرة في الصراع المستمر مع أوكرانيا. التقنيات المتطورة لتعزيز التخفي التي تمتاز بها “أوخوتنيك-بي” على ما يبدو جعلتها محط اهتمام الأوساط العسكرية. من المتوقع أن تبدأ هذه الطائرة دخول مرحلة الإنتاج الضخم هذا العام، ولكن حتى اليوم، يبدو أنه تم تطوير أربعة نماذج أولية فقط.
في المجمل، حادث إسقاط “أوخوتنيك-بي” يسلط الضوء على النقاط الضعيفة لدى القوات الجوية الروسية في مواجهة الابتكارات التكنولوجية الأوكرانية مع تنامي التهديدات المتبادلة. هذه الحادثة توفر دروسًا مهمة لكلا الطرفين حول كيفية التعامل مع الأنظمة الجوية المتقدمة في السياقات المعقدة للصراعات الحديثة.