تستمر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في التأكيد على تمسكها بالمبادئ والأسس التي وضعها رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، رغم استشهاده. في هذا السياق، أكد المحللون السياسيون أن حماس لن تتنازل عن أهدافها السياسية والعسكرية، حيث يعتبر الباحث سعيد زياد أن الجدل حول خلفاء السنوار لن يغير اتجاه الحركة. وأشار إلى أن تصريحات خليل الحية، رئيس حماس في غزة، وبيان كتائب القسام، يظهران التزام الحركة بعدم التفريط في حقوقها، مؤكداً أنها ستستمر في مقاومتها ضد الاحتلال.

كما أن الحية أكد على أهمية استعادة حقوق الأسرى، مشدداً على أن أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بعد وقف العدوان والانسحاب الكامل من غزة. وعبر الحية عن إيمان حماس بقدرتها على الصمود أمام التحديات، مضيفًا أن استشهاد القادة لن يُثني الحركة عن مقاومته، بل على العكس سيزيد من صلابتها وقوتها. وفي هذا الإطار، تُظهر حماس تصميمها على التمسك بحقها في استمرار المقاومة، حيث قالت كتائب القسام إن مسيرتها لن تتوقف حتى تحرير فلسطين وطرد الصهاينة منها.

من جهة أخرى، يرى مهند مصطفى، الأكاديمي المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن مقتل السنوار لن يؤثر على قوة حماس العسكرية. وقد أكد على أن الحركة تسعى لدخول مرحلة ما بعد السنوار بأسلوب يقوي موقفها ويظهر أنها لا تزال قوية. ورغم ذلك، يتوقع مصطفى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيرفض الشروط التي قد تقدمها حماس. وبذلك، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا في الموقف الإسرائيلي بهدف تعزيز السيطرة العسكرية على المنطقة.

يعتبر مصطفى أن الهدف الإسرائيلي يتمثل في إعادة تشكيل الأوضاع في غزة لتصبح مشابهة لما كانت عليه قبل الانسحاب عام 2005، مما يعني إنشاء نظام مدني لا يتضمن أي جوانب وطنية أو سياسية فلسطينية. ومن هنا، يدعو الوضع الحالي إلى مزيد من الانتباه حول كيفية تعامل حماس مع الموقف السياسي والعسكري في الفترة المقبلة.

علاوة على ذلك، لا يمكن إنكار أن استشهاد السنوار قد يخلق تغييرات في استراتيجيات حماس، إلا أن الحركة تُظهر تصميماً على مواصلة مبادئها. وفي الوقت نفسه، تعكس تحليلات الخبراء وجود قناعة بأن حماس لم تُهز من استشهاد قادتها، بل على العكس، يمكن أن تكون هذه اللحظات بمثابة دافع للتمسك بخياراتها المقاوِمة. وفي النهاية، يبقى الفاصل بين الأمل الفلسطيني وتحقيقه يتطلب رؤية سياسية واضحة من جميع الأطراف المعنية.

باختصار، يشير الوضع الراهن إلى أن حركة حماس قد تواصل نهجها المقاوم ومبادئها في ظل الظروف الحالية، مع عدم وجود مؤشرات على تراجع موقفها. ومع ذلك، يبقى مستقبل غزة وهويتها المنقوصة على صفيح ساخن، مما يستدعي تفكيراً عميقاً بشأن الخطوات المقبلة لكل من حماس وإسرائيل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version