لا تزال روسيا تحتفظ بالصمت بشأن التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” حول تقديم موسكو بيانات لجماعة “أنصار الله” اليمنية لتسهيل هجماتها على السفن الغربية في البحر الأحمر. التقرير زعم أن هذا الدعم يأتي في سياق محاولة روسيا لإبقاء الولايات المتحدة مشغولة في المنطقة، مما يساعدها على تحويل الانتباه عن الوضع المتدهور في أوكرانيا. الوفاة الحوثية بدأت بشن هجمات على الشحن المتجه نحو إسرائيل لدعم غزة، مع استخدامهم لبيانات الأقمار الصناعية التي يزعم التقرير أنها روسية. وفقًا لمصادر، تمت هذه العملية بالتعاون مع عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

على الرغم من هذه المزاعم، لم يحمل التقرير تأكيدًا حول توقيت تقديم هذه البيانات أو ما إذا كانت قد ساهمت بالفعل في أي من الهجمات الناجحة. تقارير المخابرات الأميركية أظهرت تباينًا في التقييمات، حيث اعتبرت أن روسيا قد تكون قدمت معلومات للحوثيين، لكنها لم تتوصل إلى أدلة قاطعة تؤكد ذلك. وسائل الإعلام تشير إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يجمعوا معلومات تدعم هذه الادعاءات، رغم التفكير في إمكانية نقل البيانات من روسيا إلى الحوثيين في حال تصاعد الصراع في أوكرانيا.

الباحثون في العلاقات الدولية يعبّرون عن تحفّظاتهم تجاه هذه الاتهامات، معتبرين أنها تفتقر إلى الأدلة الموثوقة. ديمتري كيم، الباحث، يشير إلى أن إيران تملك تقنيات متقدمة في هذا المجال، مما يجعل ادعاءات الدعم الروسي غير مقنعة. يرى البعض أن هذه الاتهامات قد تكون جزءًا من استراتيجية إعلامية أميركية تهدف إلى تبرير الدعم المستمر لأوكرانيا وفرض عقوبات إضافية على موسكو.

فيما يخص الوضع في الشرق الأوسط، فإن الحوثيين يركزون جهودهم على استهداف إسرائيل، وهو ما يُعد مستبعدًا إذا كانت روسيا على علاقة مباشرة معهم. كوزمين، الباحث في النزاعات الدولية، يشير إلى قدرة الحوثيين على تصنيع أسلحتهم بفعالية، مما يجعل من الصعب توجيه أصابع الاتهام إلى موسكو بشكل مباشر.

بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الوضع أن روسيا تتحفظ في تقديم دعم عسكري لجماعة “أنصار الله”، إذ تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج الغنية بالنفط. يعتبر البعض أن التحالفات الاقتصادية تفوق أهمية دعم الحوثيين، في حين يرى آخرون أن العلاقات مع قوى مثل حزب الله قد تتطلب تعاونًا عسكريًا أكبر في حال تصاعد الهجمات الإسرائيلية.

تُظهر روسيا دورها كقوة عظمى قادرة على الحفاظ على علاقات وثيقة مع مختلف أطراف الصراع في اليمن، على الرغم من إبداء دعمها للحكومة اليمنية. عدم دعم القرار الدولي الذي يقيّد تسليح الحوثيين يعكس مرونة روسيا في التفاعل مع مختلف الفصائل، مما يعزز من موقفها في الأزمة اليمنية ويعكس أيضًا تعقيدات العلاقات الدولية في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version