وقد أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، الخميس الماضي، فرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف صناعتها للطائرات المسيرة وبعض الشركات والأفراد، ردا على عملية “الوعد الصادق” التي شنتها طهران مؤخرا على إسرائيل. وقد جاءت هذه العقوبات بعد إعلان رئيس السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل عن قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “توسيع العقوبات الدفاعية ضد إيران”.
وتهدف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على إيران في مجال صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ إلى التأثير على المعادلات الإقليمية لصالح إسرائيل. وبالرغم من أن هذه العقوبات قد تسبب بعض التحديات لإيران وحلفائها في صناعة المسيرات، إلا أنه يُعتقد أنها لن تكون ذات تأثير كبير على المدى الطويل بسبب قدرة إيران على الاكتفاء الذاتي وتحييد العقوبات.
ويرى الباحث في الأمن الدولي أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن إيران توفر الأسلحة لجماعات مثل حزب الله والحوثيين وحماس، ومن هنا يسعى لمنع تسليم إيران هذه الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها والبحر الأحمر. كما يشير الباحث إلى أن إيران تعمل على نقل العلم والتقنية الخاصة بإنتاج الأسلحة إلى حلفائها مثل حزب الله والحوثيين، مما يزيد من قدرتهم على تطوير تلك الأسلحة واستخدامها في هجماتهم.
وبالرغم من أن العقوبات قد تكون رمزية، يعتبر الباحث أنها تهدف إلى إيصال رسائل سياسية إلى إيران وإسرائيل. وبالنظر إلى العلم والتقنية المحلية لتصنيع الطائرات المسيرة في إيران، فإنه من المرجح أن تكون فاعلية تلك العقوبات محدودة في تحقيق أهدافها المستهدفة.
ويُعتقد أن الغرب يركز في السنوات الأخيرة على المسيرات الإيرانية ويشعر بأهميتها كجزء من سياسة الردع الإيرانية. ويعتبر أن إيران تحتفظ بقدرة قوية على تصنيع المسيرات والصواريخ، وأن العقوبات لن تؤثر كثيرًا على هذه القدرة بسبب الاكتفاء الذاتي والتجاوب الذكي مع العقوبات.