العملية العسكرية في جباليا ونتائجها:

انضم لواء غفعاتي إلى الفرقة 162 في إطار توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة جباليا في غزة، ويأتي هذا الإعلان العسكري بعد أكثر من عام من بداية الحرب على غزة. تجددت الاشتباكات بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، والذي كان يُعتقد أنه في مأمن في عمق الأنفاق. وقد أثبتت الأحداث أن استشهاد السنوار لم يكن نهاية العدوان على غزة كما كان متوقعاً، بل وبّدلت الاعتقادات السابقة حول قدرة حماس على الاحتفاظ بالقوة في أذهان الإسرائيليين.

التوجه الاستراتيجي الإسرائيلي:

بدأت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بحشد 360,000 جندي احتياط بجانب 169,000 جندي نظامي في محاولة للسيطرة على غزة من خلال عملية عسكرية حملت اسم "السيوف الحديدية". كانت هناك ثلاثة أهداف رئيسية للعملية: القضاء على حكم حماس، تفكيك مقدرات المقاومة، والإفراج عن الأسرى. كانت تلك الأهداف تسعى لتحقيق نتائج سريعة ومتواصلة، عبر قصف جوي مكثف وعمل عسكري بري.

تضارب الخطة العسكرية والمساعدات الإنسانية:

بينما شنت إسرائيل هجومها، كان هناك محاولة لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان الذين يعانون من تبعات الحرب. لكن فشلت عمليات إدخال المساعدات، حيث لم تُعطَ الأولوية إلى تنسيق هذه العمليات مع السلطات في غزة، مما زاد الضغوط على السكان وعمق المعاناة. على الرغم من ذلك، استمر الاحتلال في اتباع خطة تضمنت تجويع سكان شمال غزة في استراتيجية تم انتقادها بشكل محلي ودولي.

مخيم جباليا:

مع تصاعد العمليات العسكرية في منتصف أكتوبر 2024، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ عملياته في مخيم جباليا، وهو يعتبر أحد أكبر معاقل المقاومة في قطاع غزة. على الرغم من الجهود المبذولة لتفكيك مجموعات المقاومة، لقي جيش الاحتلال مقاومة كبيرة أدت إلى خسائر فادحة. هذا الوضع أظهر أهمية المخيم كحصن وميدان لصمود المقاومة أمام الهجمات الإسرائيلية.

ثغرات خطة الجنرالات:

أثارت خطة الجنرالات النقد من داخل إسرائيل حيث تم التشديد على أن تجويع المدنيين لا يؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، بل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار. كما أن إخفاق الاحتلال في تأمين الأسرى وتزايد الضغوط الدولية قد تعزز من موقف حماس ومجموعات المقاومة بدلاً من إضعافها. تُعتبر هذه الخطة بعيدة النظر وغير قادرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل.

التاريخ والمآلات السياسية:

يؤكد النقاد أن الاحتلال يسعى دومًا لتحقيق انتصارات عسكرية دون النظر إلى العواقب السياسية. التكرار المستمر لهذه الاستراتيجيات قد يؤجج العنف ويعقد الأوضاع بدلاً من حلها، كما هو الحال في تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. تاريخ الحروب الإسرائيلية يدل على أن القادة يذهبون ويبقى الصراع. إن تهجير السكان أو قتلهم لن يحل جذور النزاع، بل قد يؤدي إلى تطورات جديدة قد تفاجئ الاحتلال. المهمة الرئيسية تبقى البحث عن الحلول السياسية بدلًا من استراتيجيات القتل والتجويع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.