مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، يترقب المواطنون الأميركيون والعديد من الدول حول العالم نتائج هذه الانتخابات التي ستكون حاسمة في تغيير المشهد السياسي في الولايات المتحدة. في الأيام الأخيرة، أثار الحزب الديمقراطي مخاوفه عبر الإعلان عن مقطع دعائي يستهدف المرشحة جيل ستاين من حزب الخضر، التي يُتوقع أن تستقطب أصواتًا مهمة من العرب والمسلمين. على الرغم من أن نسبة المسلمين في أميركا صغيرة، إذ تبلغ 1% من نسبة السكان، إلا أن تواجدهم في الولايات المتأرجحة يُشير إلى إمكانية إحداث تأثير كبير على نتيجة الانتخابات.
تطرح الانتخابات الراهنة تحديات وأفكارًا معقدة لدى الناخبين العرب والمسلمين، إذ يشمل النقاش خيارات متعددة، مثل التصويت لدونالد ترامب كوسيلة لإظهار الاستنكار لدعم إدارة بايدن لحرب الإبادة في غزة، أو التصويت لكامالا هاريس باعتبارها أخف الضررين، أو حتى التصويت لستين رغم احتمال خسارتها. فالاستفتاءات تشير إلى أن دعم المرشحة ستاين يمكن أن يُشكّل خطوة نحو كسر ثنائية الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبالتالي تعزيز قدرات الناخبين العرب والمسلمين في المستقبل.
يرى الناشط السياسي مسعود الخياط من التحالف الأميركي العربي أن التصويت لستين له دلالات سياسية وأخلاقية تعكس ضرورة دفع الحزب الديمقراطي ثمن دعمه المستمر للحرب في غزة. ويؤكد أن نجاح حزب الخضر في تحقيق نسبة 5% من الأصوات قد يفتح أبواب التمويل الفيدرالي ويمنح الحزب مساحة أكبر للمشاركة في العمليات الانتخابية المقبلة، مما سيحقق تأثيرًا أكبر للناخبين العرب والمسلمين.
كما تتشاطر الناشطة فادية رشق وجهة نظر الخياط، مشيرةً إلى أهمية وجود حزب ثالث في الساحة السياسية الأميركية. وتؤكد على ضرورة أن تُعاقب إدارة بايدن وهاريس على مواقفها تجاه القضايا المهمة المتعلقة بفلسطين، وأن الناخبين المسلمين يجب ألا يتجاهلوا هذه المواقف. وتشير إلى أن دعم ستاين قد يؤدي إلى تغيير جذري في ديناميات الانتخابات الأميركية وفتح فرص أكبر للشراكة السياسية.
فيما يصدر دعم للحزب الديمقراطي من خلال الدعاية التي تحذر من تصويت العرب والمسلمين لحزب الخضر، تنبه الأصوات المعارضة أن هذا السلوك هو مجرد دعاية زائفة هدفها الحفاظ على تأييد الناخبين للحزب الديمقراطي. ويعبر سامي حمدي، ناشط سياسي، عن أن تلك الدعاية لا تعكس حقيقة الخيارات المتاحة وأن التصويت لجيل ستاين يمكن أن يكون وسيلة للاحتجاج على سياسات الحزب الديمقراطي.
بالنظر للمخاطر المحتملة تحت رئاسة ترامب، يظل الرأي السائد بين المعارضين أن التأكيد على عدم مكافأة الحزب الديمقراطي على سياساته المنحازة لإسرائيل هو أمر ضروري. حيث يتفق العديد من الناشطين على ضرورة أن يدفع الحزب الديمقراطي ثمن اختيارته، ولا ينبغي للناخبين العرب والمسلمين أن يفضلوا مصلحتهم الشخصية على القضايا الأخلاقية الكبرى. في النهاية، تشير هذه الانتخابات إلى تحول مهم قد يفتح المجال أمام خيارات جديدة، مما يجعل من الضروري متابعة تطورات الحملة الانتخابية بترقب.