تحدث نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، في كلمة مسجلة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، والتي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. حيث أكد قاسم على الوضع القوي للحزب على الصعيدين السياسي والعسكري، وكشف عن استمرار مسيرة الحزب في مواجهة التحديات. بعد اغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله، جاءت هذه الكلمة لتؤكد على تصميم الحزب على المقاومة وتعزيز البدائل في جميع المواقع. كما تطرق قاسم إلى عدة قضايا تتعلق بدعم غزة عبر فتح جبهة جنوب لبنان، وعبر عن موقفه من الشكوك المتعلقة بدور إيران وواقع النازحين في لبنان.

ظل قاسم متفائلاً في حديثه، مشددًا على أن الحرب الإسرائيلية لم تؤثر على إرادة حزب الله، معتبرًا أن بدائل القادة الشهداء ما زالت موجودة. وأشار إلى أن بعض النواب والمساعدين هم من الجيل الأول الذي أسس حزب الله في عام 1982، مما يعكس استمرارية القيادة والجهود في المقاومة. أضاف قاسم أن خيارهم الوحيد للنصر هو المقاومة، وأوضح أن الخطط محكمة لضمان استمرار العمل ولم يكن أمام إسرائيل إلا الفشل في تحقيق أهدافها.

وأكد المحلل السياسي توفيق شومان على أهمية تصريحات قاسم، مشيرا إلى أنها تعكس قوة المقاومة وتعزز من موقفها. وذكر أن الرسائل التي صدرت من قاسم تبين القدرة على القيادة والتحكم في الأحداث الراهنة، خصوصًا في ظل التصدي للهجمات الإسرائيلية. كما تطرق شومان إلى تأكيد قاسم على أن التصعيد الإسرائيلي سيؤدي إلى نزوح أكبر من مستعمرات الشمال، مما يدل على قوة البنية العسكرية للمقاومة.

فيما يخص العلاقة مع إيران، أكد قاسم دعم طهران للمقاومة، مشيرًا إلى أن ثمار هذا الدعم ليست مقتصرة على التصريحات بل تشمل الأفعال، مما يبين التزام إيران القوي تجاه حلفائها في لبنان. كما أشار قاسم إلى المشككين في موقف إيران، داعيًا إياهم إلى اتخاذ خطوات مماثلة تعكس الدعم الفعلي. وشدد شومان على أن العلاقة مع إيران تظل متينة ولا تقبل الشك، رغم الجدل الدائر حول هذا الأمر.

على صعيد العلاقات الداخلية، ذكر قاسم متانة العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما أوضح من خلال وصفه بأنه “الأخ الأكبر”، مما يعكس أهمية دوره في الشؤون السياسية. يبرز هذا الموقف رغبة حزب الله في خلق أجواء من التفاهم والتعاون، حتى في ظل الظروف الحالية. ورغم نظر الحزب بإيجابية إلى الموقف الذي اتخذه بري بخصوص التنسيق مع الثنائي السياسي، يبقى السؤال عن مستقبل وقف إطلاق النار وتأثير ذلك على الأوضاع الداخلية.

في ختام كلمته، بعث قاسم رسالة حاسمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مفادها أن محاولات إعادة المستوطنين إلى المناطق الشمالية لم تنجح، وأن التصعيد لن يحقق أهدافه. كما أشار إلى عدم جدوى البحث عن حلول طالما أن الحرب لا تزال قائمة، مما يجعل الصمود والدفاع خيارًا وحيدًا. هذا يمثل التزام حزب الله بمواجهة أي عدوان على أراضي لبنان، مع تأكيد أن قوة المقاومة ستظل ثابتة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version