في الأيام الأخيرة، شهدت محافظة القنيطرة السورية عملية توغل للقوات الإسرائيلية، حيث بررت الأخيرة أن تدخلها العسكري يأتي كإجراء للحد من تهريب الأسلحة من حزب الله. ووفقًا لما أفادت به القناة 14 الإسرائيلية، فإن الجيش يسعى لإنشاء طريق ترابي يمتد من شمال القنيطرة وحتى الجنوب، بالإضافة إلى تجهيز سياج أمني على الحدود السورية لمنع أي تسلل لمسلحين عبر هضبة الجولان. ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التصريحات من بعض الساسة الإسرائيليين على اليمين المتطرف، الذين يدعون لاحتلال مناطق سورية للحد من تأثير أعداء إسرائيل.

من الجانب السوري، نفى النظام بشكل قاطع حدوث توغلات إسرائيلية، لكن النفي جاء من قيادي في حزب البعث وليس من المؤسسة العسكرية. حيث أكد خالد أباظة، أمين فرع حزب البعث في القنيطرة، أن الأنباء حول توغل القوات الإسرائيلية هي مجرد شائعات لا أساس لها. ومع ذلك، ظهرت تسريبات تشير إلى وجود تحذيرات من دول إقليمية للنظام السوري بعدم السماح بتصعيد الأوضاع ضد إسرائيل انطلاقًا من أراضيه، وسط تقارير تتحدث عن تهديدات مباشرة تلقاها الأسد من تل أبيب.

بينما يتجنب النظام السوري التصعيد، تظهر روسيا بموقف متوازن. فقد قامت روسيا في وقت قريب بإعادة انتشار قواتها العسكرية في ريف درعا والقنيطرة، بعد أن كانت قد عززت وجودها العسكري في البلاد. حيث يشير الناشطون إلى أن هذه التحركات تتزامن مع زيادة الغارات الإسرائيلية على الأهداف داخل سوريا، بما في ذلك مستودعات الأسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. ورغم الانتقادات الروسية للغارات الإسرائيلية، لم تتخذ موسكو أي خطوات لمنعها، مما يدل على تنسيق ضمني بين الجانبين.

فيما يخص التحركات الإسرائيلية المحتملة، يبدو أن التركيز سيكون على توسيع السيطرة في منطقة جبل الشيخ، التي تعد استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي المهم. ويتوقع أن تتوغل إسرائيل في المناطق الممتدة من القنيطرة وحتى الشريط الجنوبي، حيث شهدت المنطقة نفسها توغلات سابقة بهدف استهداف مواقع تابعة لحزب الله. ويرافق هذا التحرك القلق الإسرائيلي من تدفق مقاتلين مرتبطين بإيران إلى المنطقة، الأمر الذي يدفع تل أبيب إلى توسيع نشاطها العسكري.

في ظل المخاوف المتزايدة من تهريب الأسلحة، تتجه قوات الاحتلال إلى تأمين هضبة الجولان بشكل أكبر، بالإضافة إلى تعزيز الوجود العسكري قرب الحدود، مع تكثيف الطلعات الجوية والهجمات على المنشآت المرتبطة بحزب الله والحرس الثوري الإيراني. تتطرق التقارير الإسرائيلية إلى وجود تغيير في ديناميكيات النزاع، حيث تبرز المخاوف من تزايد النشاط العسكري المدعوم من قبل إيران في المنطقة المعروفة.

وبالنظر إلى مجمل الوضع، يتضح أن التوترات العسكرية ستستمر، مع تعزيز الجانبين الإسرائيلي والسوري دفاعاتهما. ومع تعاظم النشاط الإيراني في سوريا، من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب تصعيدًا في الغارات الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، ويؤكد على دلالات الصراعات الإقليمية المعقدة والمترابطة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.