في كل مرة تنتخب فيها الولايات المتحدة رئيسًا، يكون هذا الحدث محل اهتمام ومراقبة عالمية، حيث تؤثر النتائج على حياة مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن حقهم في التصويت. تتسم الانتخابات الأميركية بالآثار المترتبة على الصراعات الدولية والأمن، وخاصة في مناطق مثل أوكرانيا وغزة وتايوان، حيث يتم تسليط الضوء على ما ستعنيه الانتخابات بالنسبة لهذه الأزمات والصراعات المختلفة. يؤكد المراقبون أن النتيجة ستكون لها تداعيات عميقة ليس فقط في السياسة الأميركية، بل أيضًا في استقرار العالم ونظامه الأمني.
في أوكرانيا، يعبر المسؤولون والخبراء عن قلقهم العميق بشأن نتائج الانتخابات الأميركية وأثرها على دعم بلادهم في النزاع مع روسيا. يُعبر وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندريه زاغورودنيوك، عن عدم اليقين بشأن كيفية تفاعل المرشحين مع الأزمة الأوكرانية. بينما يعتقد البعض أن فوز كامالا هاريس قد يعني استمرار السياسات الديمقراطية الحالية، يعتبر آخرون أن فوز ترامب قد يؤثر سلبًا على الدعم العسكري لأوكرانيا، مما يسبب مخاوف بشأن الخسائر الإقليمية. ويرى المتخصصون أن التصريحات التي أدلى بها ترامب بشأن إجراء اتفاقية سلام مع روسيا تثير الكثير من المخاوف حول العواقب التي قد تترتب على ذلك بالنسبة لأوكرانيا.
من الجانب الإسرائيلي، يمثل الاهتمام بالانتخابات الأميركية نقلة نوعية مقارنة بالسنوات السابقة، فمع تزايد القلق من التأثيرات المحتملة على أمنهم، يظهر دعم واضح لشخصية جمهورية مثل ترامب. يعتقد الكثير من الإسرائيليين أن فوز هاريس سيعني مزيدًا من المخاطر على الولايات المتحدة وعلاقتها بإسرائيل، فيما يعتقد آخرون أن ترامب قد يضمن لهم دعمًا أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية. وقد عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استثمار هذه الانتخابات لصالحه، من خلال القيام بعمليات عسكرية مثيرة للجدل وهجمات على غزة تؤكد على مصالح إسرائيل.
في سياق إيران، تظهر خلافات عميقة تتعلق بتفضيلات المرشحين. بينما قد يفضل المرشد الأعلى الإيراني فوز هاريس، يتخوف النظام الإيراني من العودة إلى فترة ترامب، التي كانت مليئة بالتوترات وصعوبة التفاوض. يعيش الإيرانيون حالة من القلق حول الشكل الذي قد تأخذه السياسة الأميركية الجديدة مع أي رئيس قادم، مما يبرز أهمية وجود نهج براغماتي قد يساعد على تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن.
أما في الصين، فالوضع مختلف قليلاً، حيث تراقب بكين الانتخابات ولكن دون إعطاء تفضيل واضح لأي من المرشحين. يرى المسؤولون الصينيون أن كلًا من بايدن وترامب يحملان نفس الموقف العدائي تجاه الصين، حيث الملكية الفكورية والأسعار الجمركية، مما يجعلهم متطابقين من حيث الاستراتيجيات. وقد أثار ترامب الجدل من خلال تصريحاته التي تتعلق بتايوان، مما أضاف شكوكاً حول التزامه تجاه الجزيرة. هذه التوترات تدفع الصين للتفكير في كيف ستؤثر نتائج الانتخابات على علاقات الولايات المتحدة بهذا الجزء المهم من الإقليم.
يتضح أن الانتخابات الأميركية تأتي مع مجموعة من التحديات والآمال المرتبطة بالدول الأخرى، مثل أوكرانيا وإسرائيل وإيران والصين. تتباين وجهات النظر حول النتائج المحتملة، حيث يسعى كل بلد لفهم كيفية التأثير على الأمن والسياسة الخاصة به. من المهم أن تراقب الدول هذه الانتخابات عن كثب، وذلك للبدء في التخطيط لاستراتيجياتها المستقبلية بناءً على الرئيس الذي سيتولى الحكم في البيت الأبيض بعد الانتخابات. يمثل هذا الحدث فرصة لرسم مستقبل العلاقات الدولية، ونظام القوى في العالم، مما يجعل النتائج واحدة من أكثر القضايا حساسية وتأثيرًا على الساحة العالمية.