تناولت صحيفة إندبندنت البريطانية العلاقة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، مشيرة إلى القضايا والمخاوف المرتبطة بمستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة. واعتبرت الصحيفة أن هذا الثنائي الغريب يشترك في بعض الصفات، فكلاهما يمتلك غرورا متضخما، ولكن غرور ماسك، الذي يشغل منصب رجل الأعمال الرائد، أخذ أبعادا جديدة، حيث لم يعد يتناسب مع العالم، مما يتسبب في نشوء توترات معقدة. التحليل أشار إلى إمكانية حدوث تصادم بين شخصياتهم الطموحة والمهووسة بحقها، مما قد يؤدي إلى فوضى سياسية أو اجتماعية.

في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن هناك نوايا مشتركة بين ترامب وماسك، حيث يبدو أن ماسك يمثل دعما غير مشروط لترامب، مما يعكس حبا وولاء لا يبدو أنه يبتعد عن حدود العقل. وكشفت أن منصة إكس، المملوكة لماسك، أصبحت تستخدم كوسيلة دعاية فعالة، وجهة جسدت بعض المخاوف العنصرية. فقد بدأ ماسك، الذي كان في السابق ديمقراطيا، بالانتقال نحو دعم ترامب بشكل متزايد، وظهر في مناسبات عدة يدعم حملته الانتخابية بشكل واضح.

كما ذكرت الصحيفة أن ماسك يقوم بتنظيم سحب يانصيب مثير للجدل بهدف تشجيع قاعدة ترامب على المشاركة في التصويت في ولاية بنسلفانيا، والتي تُعتبر ولاية حاسمة في الانتخابات المقبلة. ويبدو أن تحويل المسابقات إلى أداة سياسية – مثل سحب يانصيب بقيمة مليون دولار – يمكن أن يكون له تأثير مباشر على تحفيز الناخبين، مما يعكس استراتيجية جديدة ومبتكرة في حملات الانتخابات.

واستكملت الصحيفة بالتأكيد على المفارقة في مواقف ماسك، الذي يُشبه بـ “المهاجر الاقتصادي”، حيث يعبر عن إشمئزازه من المهاجرين غير النظاميين، في حين أنه نفسه متزوج من مهاجرة. وأوضحت أن كل من ترامب وماسك يميلان إلى تغطية الحقائق المزعجة المتعلقة بالسياسات الاقتصادية، مثل السياسات الحمائية والضرائب، مما يثير القلق حول كيفية تأثير تلك السياسات على الاقتصاد الأمريكي.

هذا التوجه يشير إلى أن الدعم الذي يقدمه ماسك لترامب قد يمنح الأخير بعض القوة، بالرغم من تراجع أداءه الإدراكي مقارنة بالسنوات السابقة. وعبرت الصحيفة عن قلقها من أن الأساليب التي يعتمدها الاثنان، كاستخدام منصة إكس في الحملات الانتخابية، قد تؤدي إلى آثار سلبية ذات طابع طويل الأمد على النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة.

في الختام، بينت إندبندنت أن علاقة ترامب وماسك، ودعمهما لبعضهما، قد تساهم في تشكيل مشهد سياسي جديد، يبتعد عن الأعراف التقليدية. وقد يكون لهذا التعاون عواقب غير مُتوقعة، خاصة في ظل تقلبات الخريطة السياسية الأمريكية، مما يستدعي ضرورة مراقبة تأثير ما يحدث على السياق الديمقراطي والمجتمعي في البلاد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version