في يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل كبير، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 42 ألف شخص وإصابة نحو 100 ألف آخرين. بعد ساعات من بدء هذا العدوان، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتوفير كافة الاحتياجات العسكرية لإسرائيل. وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أكد على توجيه مجموعة حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، معززا بذلك دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل في عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. هذا التصعيد العسكري جاء ضمن سلسلة من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل، والتي زادت بشكل ملحوظ عقب بدء عمليتها المسماة “طوفان الأقصى”.

الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس مسألة جديدة، بل هو جزء من تاريخ طويل من المساعدات العسكرية. منذ عام 1948، قامت واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل تقدر بـ186 مليار دولار، مع تقديرات أخرى تصل إلى 310 مليارات دولار عند حساب التضخم. تتوزع المساعدات الأمريكية على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وبرامج لصواريخ، حيث تتلقى إسرائيل سنوياً حوالي 3.3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية. خلال عملية “طوفان الأقصى”، تم تعزيز المساعدات بشكل كبير لتلبية احتياجات إسرائيل من الأسلحة، بما في ذلك قنابل وصواريخ لأغراض عسكرية.

خلال الفترة الماضية، أرسلت الولايات المتحدة شحنات فورية من الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل، وقد تم تسليم أنواع متعددة من الذخائر، بما في ذلك ذخائر للقبة الحديدية وصواريخ موجهة. وكذلك وافقت واشنطن على استئجار بطاريات دفاع صاروخي إسرائيلية، مما يعكس التزامها الثابت بدعم تل أبيب في ظل تصاعد التوترات في المنطقة. إلا أن إدارة بايدن واجهت انتقادات متزايدة من قبل بعض أعضاء الكونغرس بسبب تسريع تقديم هذه المساعدات في الوقت الذي تتواصل فيه النزاعات المسلحة، مما يثير القلق بشأن الاستخدام المحتمل لهذه الأسلحة ضد المدنيين.

الجدل حول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل يمتد ليشمل القوانين والضوابط المرتبطة باستخدام هذه الأسلحة. هناك تشريعات تحاول ضمان أن تستخدم المساعدات لأغراض دفاعية، وبدأ بعض النواب في الكونغرس بتقديم مقترحات لوضع قيود على استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية. النائبة بيتي ماكولوم، على سبيل المثال، قدمت مشروع قانون يسعى لضمان عدم استخدام المساعدات ضد الأطفال الفلسطينيين أو لعمليات التهجير القسري. وتدعو أصوات مثل السيناتور بيرني ساندرز إلى ضرورة فرض شروط تضمن عدم انتهاك حقوق الإنسان من خلال استخدام هذه الأسلحة.

تتضمن الأحداث أيضاً أنباء عن مقتل 39 أميركياً ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية خلال الهجمات، بالإضافة إلى احتجاز آخرين لدى حركة حماس. ومع تنفيذ عمليات تبادل أسرى، قامت الولايات المتحدة بتقديم دعم استخباراتي لإسرائيل لتمكينها من جمع المعلومات حول المحتجزين، مما يشير إلى تعاون وثيق بين الجانبين. تتواجد وحدات أمريكية مختصة في جمع المعلومات وتحليلها لدعم الاستخبارات الإسرائيلية بالبيانات الضرورية.

بشكل عام، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم العسكري لإسرائيل، ولكن تصاعد الانتقادات داخل الكونغرس يدعو إلى مراجعة الأسس التي تُبنى عليها هذه العلاقات العسكرية. تسجل الأحداث المعقدة في غزة تأثيرات عميقة على العلاقات الدولية، وتركز الانتباه واسعاً على الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع النزاعات الإقليمية، وما إذا كانت ستدرس القوانين الدولية وحقوق الإنسان في تقديم المساعدات العسكرية.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.