غزة: كيف نتعافى من هذه الحرب؟

تعيش غزة واقعًا مأساويًا بعد الحرب التي شنتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يروي أبو محمد المدهون، وهو فلسطيني في الستين من عمره، كيف تكبدت أسرته خسائر فادحة بسبب تدمير منزله. فقد قوبل بإخبار مزعج من أحد جيرانه بنسف منزله الثالث في بيت لاهيا، مما زاد من آلام الخسارة التي لا تزال تخيم على عائلته. توضح تجارب أبي محمد الحالة النفسية للعائلات الفلسطينية التي تشعر بالحسرة والقسوة بعد فقدان منازلهم. رغم الظروف الصعبة، يتمسك أبو محمد بأمل العودة إلى منزله، حيث يُظهر تحديًا عميقًا لسياسات الاحتلال الهادفة إلى تهجير السكان.

الحرب المستمرة لم تسفر فقط عن تدمير منازل بل أودت بحياة الآلاف وسببت دمارًا غير مسبوق. وفقاً لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، فإن جيش الاحتلال دمر نحو 34,476 مبنى في شمال غزة، مما يشير إلى حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة. القوات الإسرائيلية تستخدم أشكال متعددة من التدمير، حيث تشمل العمليات العسكرية القصف الجوي وتفخيخ المنازل. يظهر الدمار الشامل في صور الأقمار الصناعية من الفالوجا وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، مما يبعث على القلق بشأن مستقبل المنطقة.

في سياق الأوضاع المتدهورة، أعلنت السلطات الفلسطينية في غزة عن محافظتي غزة وشمال القطاع كمنطقتين منكوبتين تتقاذفهن مآسي الحرب. يُظهر التقييم العام للدمار نسبة 95% في البنية التحتية والمساكن في مناطق مثل جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا. ما يزيد الأمر سوءًا هو تدمير 100% من البنية التحتية، مما يجعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمرًا شبه مستحيل في الوقت الحالي. الظروف المعيشية قد أصبحت في غاية الصعوبة بسبب الهجمات المتواصلة والنقص الحاد في الموارد الأساسية.

تسبب الهجوم الإسرائيلي في إلقاء أكثر من 83 ألف طن من المتفجرات على القطاع، مما أدى إلى تحول الأحياء السكنية إلى أنقاض. تشير وزارة الأشغال في غزة إلى تدمير أكثر من ربع مليون وحدة سكنية، مما يعني أن الكثير من السكان حالياً بلا مأوى. ناهيك عن الدمار الذي أصاب أكثر من 80% من الطرقات، مما يجعل الحركة والانتقال بين المناطق صعبًا. الأرقام تشير إلى عمق الكارثة الإنسانية، حيث تخطى عدد الشهداء والجرحى 142 ألفًا، ومئات الآلاف من المفقودين وفقدان الأمل في الحد الأدنى من الأمن الغذائي.

الوضع لا يُظهر أي علامات للفائدة مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي. قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية تتجاهلها إسرائيل، مما يزيد من المأساة الإنسانية. يحاول المجتمع الدولي اتخاذ مواقف، ولكن النتائج لا تزال غير كافية لوقف هذه الأعمال، ولمنع الإبادة الجماعية وتحسين ظروف الحياة المتدهورة في القطاع.

في المجمل، يعكس الوضع في غزة مأساة إنسانية مستمرة تستدعي التفكير والجهود الدولية للضغط على الأطراف المعنية لوضع حد لهذه السياسات. الجرحى والنازحون يسعون للعودة إلى حياة طبيعية، لكن التحديات تبدو كبيرة وعقيمة في ظل الظروف الراهنة. إن إعادة تأهيل القطاع تحتاج إلى موارد هائلة ودعم دولي جاد، مما يمثل تحديًا حقيقيًا أمام الفلسطينيين الذين يحلمون بالعودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version