قال عثمان مقبل، المدير التنفيذي لمؤسسة “العمل من أجل الإنسانية” التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، إن المؤسسات الإغاثية، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، تعاني من الشلل في قدرتها على إرسال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق وسياسات تجويع المدنيين. وقد تفاقمت الأوضاع هناك بشدة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشمالية من القطاع، حيث لم تصل أي مساعدات لمناطق جباليا والمناطق المحيطة بها منذ 15 يوماً، مما يزيد من القلق بشأن الوضع الإنساني المتدهور.

وأكد مقبل أن الوضع في شمال غزة هو الأسوأ منذ بدء الأعمال القتالية، موضحاً أنه رغم الحديث عن السماح بدخول بعض المساعدات، فإن الواقع على الأرض يشير إلى عدم وصول أي شيء للمحتاجين. كما أشار إلى قلق العاملين في القطاع الإنساني، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تقديم المساعدة، لافتاً إلى أن الأمور وصلت إلى حد أن بعض الأفراد بدأوا في كتابة وصاياهم نتيجة الظروف المعيشية القاسية. إذاً، الموقف الإنساني في تلك المناطق يعكس حالة من اليأس والخوف المتزايد.

وشدد مقبل على أن العاملين في المجال الطبي والإغاثي في شمال غزة يعملون في ظروف خطيرة، حيث يعانون من نقص شديد في الغذاء والماء، مما يعوق قدرتهم على تقديم المساعدات للمواطنين. واستشهد بمقتل منسق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جباليا، مما يؤكد خطورة الأوضاع الحالية. ورغم المناشدات الدولية لإنقاذ سكان شمال غزة، يرى مقبل أن هذه الأصوات لا تعبر عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الناس في هذه المناطق.

وأشار إلى الحاجة الملحة لعمل حقيقي وضغط واضح على مجلس الأمن الدولي للتحرك ضد الاحتلال، والغاء الحصار وفتح المنافذ للمساعدات الإنسانية. يعتبر الوضع الحالي في قطاع غزة مهدداً لحياة السكان، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى القطاع من مساعدات لا يفي حتى بحاجات 20% من سكانه، مما يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري.

في سياق متصل، فإن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر، بدعم أميركي، أسفرت عن وفاة وجرح أكثر من 142 ألف فلسطيني، غالبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود. وتصف التقارير الوضع بأنه يشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، مع دمار واسع النطاق ونقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الضرورية.

تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية مع تجاهل كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تطالب بإنهاء الأعمال العدائية، فضلاً عن أوامر محكمة العدل الدولية التي تدعو إلى اتخاذ تدابير لوقف الإبادة الجماعية وتحسين الظروف الإنسانية المحتملة في غزة. إن الحاجة إلى تدخل دولي شامل ومستعجل تظل ضرورة ملحة، لضمان حماية المدنيين وتقديم الإغاثة اللازمة لمن يعانون في هذه الكارثة الإنسانية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.