رأى المؤرخ البريطاني روبرت تومبز في مقال له بصحيفة تلغراف أن فرنسا وبريطانيا تتجهان نحو مواجهة اضطرابات متزامنة، مشيرًا إلى أن باريس تعاني الأكثر من التوتر. وأشار تومبز إلى أن البريطانيين لديهم ثقة في من سيحكمهم، بينما تجري فرنسا انتخابات غير مؤكدة على الإطلاق بسبب النقمة والتوتر السياسي.

واستعرض تومبز تاريخ فرنسا السياسي الذي شهد تغيرات واضطرابات دائمة بين الحرية والنظام، مشيرًا إلى العديد من النظم التي حكمت البلاد منذ عام 1789، وكيف كان الهدف دائماً تحقيق الاستقرار ووضع قواعد واضحة للحكم. وتتسم السياسة الفرنسية بصراع مستمر بين اليسار واليمين، مع تغييرات كبيرة في الحكم خلال السنوات الماضية.

وشدد تومبز على دور شارل ديغول في تأسيس الجمهورية الخامسة في عام 1958، وكيف استمرت البلاد تحت هذا النظام حتى يومنا هذا. واعتبر أن ديغول كان آخر عملاق سياسي في فرنسا ونجح في إحلال الاستقرار بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال فترة حرب الجزائر. ورغم ذلك، اجتاحت الاضطرابات السياسية فيما بعد فرنسا، وتبدلت قوى اليمين واليسار بشكل كبير.

وأشار تومبز إلى أن ماكرون، الذي تسبب في انقسام الفرنسيين، جعلهم يتحولون إلى تيارين متطرفين، يساري ويميني، مما يترك التيار الوسط فارغًا من القيادة. وأكد أن القوى السياسية التقليدية بدأت تنهار، مما يجعل الديمقراطية الفرنسية تواجه تحديات كبيرة في ظل التوتر السياسي الحالي.

وختم تومبز مقاله بالتساؤل حول كيف وصلت فرنسا إلى هذا الوضع المضطرب، مشيرًا إلى أن التاريخ السياسي للبلاد يعكس صراعها المستمر بين الحرية والنظام، وكيف أن التغييرات والاضطرابات كانت سمة مميزة للسياسة الفرنسية على مر العصور. وأكد على ضرورة إيجاد حلول سياسية لتجاوز هذه الأزمة واستعادة الاستقرار في البلاد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.