عُقد مؤتمر التغير المناخي في مدينة ترينتو شمال إيطاليا، حيث أطلق المشاركون في افتتاحه صيحات إنذار بضرورة التحرك الفوري لمواجهة آثار التغير المناخي قبل بلوغ نقطة اللاعودة. ودعا المتحدثون خلال المؤتمر إلى تغيير جذري في الأساليب الفكرية والتشريعية المتبعة لمجابهة المشكلات البيئية المستمرة التي يعاني منها العالم. وأكدت لاتيزيا دابوندنزا، الرئيسة التنفيذية لشؤون العملاء والاتصال الخارجي في مؤسسة “آكسا”، أن الحديث لم يعد كافياً، وأنه حان وقت الأفعال لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التغير المناخي التي تحتل مرتبة متقدمة على قائمة التحديات العالمية، متجاوزة حتى الاضطرابات السياسية.

فيما تبنى موريزيو روسيني، رئيس مؤسسة ترينتيو ماركتينغ، ذات الموقف، مشيراً إلى أن تأثيرات التغير المناخي واضحة ولا مجال لمزيد من النقاشات غير المثمرة. وأشار إلى أن الجبال في منطقة ترينتو هي من بين الأكثر تأثراً بسبب تركيبتها الجيولوجية. وقد شدد على أهمية العمل الجماعي لإيجاد حلول دائمة، وهو الأمر الذي أصبح ضرورة ملحة لضمان حياة أفضل لمواطني المنطقة. تحدث المؤتمر تحت عنوان “الحوكمة العالمية وتغير المناخ”، وقد تضمن الجلسة الأولى نقاشات حول العواقب الوخيمة لظاهرة التغير المناخي والجهود المطلوبة لمواجهتها.

خلال المناقشات، أوضح فرانسيسكو غريلو، مدير مركز الأبحاث “فيجن”، أن مشكلة التغير المناخي باتت تتجاوز الجوانب العلمية وتحتاج إلى حلول عملية سريعة. وأكد أن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة أصبح واقعاً محسوساً لكل فرد، محذراً من اقتراب العالم من نقطة الخط الأحمر، المتمثل في ارتفاع الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية. وأضاف أن بعض المناطق، بما في ذلك أوروبا، قد تجاوزت هذا الحد الحراري، مما يستدعي تكاتف الجهود الكونية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. ورغم ذلك، أشار غريلو إلى العوائق التي تواجه هذا التعاون العالمي، بما في ذلك ما وصفه بإجهاد المناخ في أوروبا.

المؤتمر يسعى إلى تحفيز النقاشات العالمية حول أزمة المناخ وتقديم أفكار مبتكرة وحلول ملموسة لمواجهة ما وصف بأنه أكبر خطر صحي في عصرنا. بمشاركة باحثين وسياسيين وخبراء في مجالات متعددة، تم تقسيم فعاليات المؤتمر لخلق وثيقة موحدة تعكس نتائج النقاشات. وكانت هناك تركيزات على قضايا شائكة مثل التوتر بين محدودية التمويل وتطوير أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى كيفية إدارة النفايات في المدن الكبيرة وعودة الأجندة الخضراء إلى سابق تألقها.

كما تم النقاش حول كيفية تحويل التحديات المناخية إلى فرص اقتصادية، مما يعكس الوعي المتزايد بأن التغير المناخي ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو أيضاً فرصة للتحول الاقتصادي والاجتماعي. ولم تكن المناقشات محدودة على الصعيد الأكاديمي فحسب، بل شملت أيضًا القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بهدف التوصل إلى حلول مستدامة تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة.

شهد المؤتمر دعوات متواصلة للعمل والتحرك الفوري على مختلف الأصعدة للتصدي لظاهرة التغير المناخي، حيث تتزايد الطلبات على صناع القرار والمواطنين على حد سواء للانخراط في هذه القضية. وتُظهر المداخلات أهمية الوعي الجماعي والجهود المشتركة لاستباق الكوارث البيئية، مما يتطلب تفعيل الأدوات القانونية والسياسية لمواجهة هذا التحدي بشكل شامل ومتكامل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version