انطلق مؤتمر ومعرض الطيران الإنساني العالمي رقم 16 في الدوحة واستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث أُقيم تحت رعاية وزارة المواصلات القطرية وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. يهدف المؤتمر إلى تعزيز قدرات سلطات الطيران المدني وصناعات الطيران، إضافة إلى المؤسسات الوطنية المعنية بالعمل في مناطق الأزمات الإنسانية. يناقش المؤتمر كيفية تعزيز العلاقات بين مشغلي الطيران وتعزيز التعاون في هذا القطاع الحيوي بهدف تقليل المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث طيران.
شارك في المؤتمر نحو 300 خبير ومسؤول من هيئات الطيران المدني في قطر ودول عربية وأجنبية، بما في ذلك ممثلين عن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) ووكالة سلامة الطيران الأوروبية “إي إيه إس إيه” (EASA) ومشغلين جويين وشركات تصنيع الطائرات. تمحورت مناقشات المؤتمر حول ثلاثة محاور رئيسية هي: الابتكارات والتكنولوجيا في مجال الطيران الإنساني، وآليات الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية والنزاعات، وأخيراً الفرص المتاحة للطيران التجاري في دعم الأعمال الإنسانية.
وفي تصريحات له، أوضح سمير ساجد، الرئيس الإقليمي لسلامة الطيران في برنامج الغذاء العالمي، أن مفهوم الطيران الإنساني يشمل الاستخدامات المرتبطة بالاستجابة للكوارث والنزاعات بهدف إنقاذ الناس وتقديم المساعدات الأساسية. كما أشار إلى أن التحديات التي تواجه الطيران الإنساني في الأزمات مثل الوضع في غزة ولبنان تتطلب إيجاد طرق فعالة لتأمين سلامة فرق العمل، التي توفر المساعدة للمحتاجين في المناطق المتضررة.
وفي كلمته، أكد وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي على أهمية دعم الدولة للجهود الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، خاصة في الدول الأقل نمواً. وأشاد بالدور الذي تلعبه الخطوط القطرية في دعم العمليات الإنسانية عبر تقديم خدمات النقل والشحن، مشيراً إلى نجاح الناقلات القطرية في إجلاء المدنيين من مناطق النزاع وتقديم المساعدات خلال جائحة كورونا، مما ساعد في إعادة المواطنين إلى أوطانهم.
كما تحدث فرانكلين فريمبونغ، المدير العام للخدمات الجوية الإنسانية في برنامج الغذاء العالمي، مشيراً إلى أن تقديم المساعدات الإنسانية يعد صناعة فريدة في عالم الطيران، حيث يتم استخدام الطائرات بشكل أساسي لتلبية احتياجات الطوارئ. أكد فريمبونغ على أهمية توفير بيئة آمنة لعمال الإغاثة، خاصة في مناطق النزاع، حيث تواجه شركات الطيران التجارية تحديات في الوصول إلى هذه الأماكن بسبب المخاطر الأمنية.
من ناحية أخرى، أشار فريمبونغ إلى أن البرنامج يعمل حالياً في 21 دولة، مقدمًا خدمات منقذة للحياة. المثال الأبرز لذلك كان في غزة، حيث قام بتسهيل شحنات المساعدات. ومع ذلك، لا يزال التحدي الأكبر هو خلق ظروف آمنة لعمال الإغاثة ليتمكنوا من الوصول إلى المواقع المتضررة، مما يتطلب جهود عالمية مشتركة لضمان وصول المساعدات بشكل فعال.