تحدثت صحيفة “ليبراسيون” عن خمسة رجال اعتبرت أنهم كانوا السبب وراء هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، مشيرة إلى أن التحليلات في هذا السياق تعكس مقولة “للنصر 100 أب أما الهزيمة فيتيمة”. هؤلاء الرجال هم إيلون ماسك، جو بايدن، آندي مونتغمري، فولوديمير زيلينسكي، وبنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى دونالد ترامب الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن الهزيمة.
أولاً، يأتي إيلون ماسك الذي أظهر دعمه الكبير لدونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية. استثمر ماسك جهده وماله في شيطنة كامالا هاريس وتعزيز صورة ترامب. استخدم أساليب غير تقليدية، بما في ذلك العنصرية والترويج لنظريات المؤامرة، لدعم موقف مرشحه. تعتبر هذه الأفعال تجسيداً لتأثير ماسك في المشهد السياسي الأميركي، حيث أنه استخدم منصته الضخمة لتحقيق أهدافه السياسية.
ثانياً، تطرق التقرير إلى جو بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي في محاولة لمساعدة الديمقراطيين، إلا أن توقيت انسحابه لم يكن كافياً. وقد انتقد العديد من الناخبين أداء بايدن، مستندين إلى الوضع الاقتصادي الذي يعتبر نقطة ضعف للمرشحة هاريس. رغم نجاح الأرقام الاقتصادية بشكل عام، إلا أن التضخم أثر سلباً على شريحة من الناخبين، مما ساهم في هزيمة هاريس في النهاية. كما عانت هاريس من عدم قدرتها على تقديم بدائل واضحة خلال الحملة.
ثالثاً، أشار التقرير إلى آندي مونتغمري، الشاب الأسود من كارولينا الشمالية، الذي صوّت لصالح ترامب، وهذا يعكس تجاوز دعم المرشح الجمهوري للحدود التقليدية. استطلاعات الرأي أظهرت تطوراً غير متوقع في نسبة تأييد ترامب بين الرجال السود، خاصة الشباب، وبالتالي ساهم ذلك في تعزيز موقف ترامب في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة من السود واللاتينيين.
رابعاً، تطرق التقرير إلى تأثير فولوديمير زيلينسكي، حيث أظهر الناخبون الأميركيون شكوكاً متزايدة بشأن تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا ودول أخرى. ترامب كان قادراً على استغلال هذه المواقف لتقديم نفسه كمرشح قوي ضد روسيا، مما جعله يحظى بتأييد أكبر في ولايات مثل بنسلفانيا. هذا الموقف ساعده في استقطاب الناخبين الذين يبحثون عن زعيم يواجه التحديات الدولية.
خامساً، تناولت الصحيفة تأثير بنيامين نتنياهو، حيث أدت الحرب في غزة إلى انقسامات داخل الحزب الديمقراطي. أبدى العديد من الناخبين من المجتمعات الإسلامية رغبتهم في مقاطعة التصويت احتجاجاً على موقف بايدن الداعم لإسرائيل. في حين أن هاريس اعتمدت نهجاً أكثر اعتدالاً، إلا أن ترددها أدى إلى تزايد الدعم لترامب، الذي استطاع استقطاب الناخبين المسلمين دون مواجهة انتقادات بشأن تناقضاته.
ختاماً، أكدت الصحيفة أن كل هذه العوامل لا تستطيع تجاهل العنصر الأهم، وهو دونالد ترامب نفسه، الحصان الأسود في السياسة الأميركية. رغم أن الكثيرين توقعوا زواله كقوة سياسية، إلا أنه برهن على قوته وقدرته على التأثير على مجريات السياسة الأميركية. وبالتالي، يصبح ترامب اللاعب الأبرز الذي لا يزال قادراً على تغيير مسار الأحداث السياسية، مما يبرز الحاجة إلى تحليل أعمق للأسباب وراء هزيمة هاريس وفهم الديناميات المتشابكة في الساحة السياسية الحالية.