صحيفة ليبراسيون تسلط الضوء على تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، التي تتسم بالتسرع والتهور في سياستها، سواء من أجل تحقيق انتصارات عسكرية أو البحث عن “معجزة” تفتح آفاقاً لمستقبل أفضل. في مقال كتبه الباحثة سيلفي آن غولدبيرغ، تُشير إلى المعاناة والدمار الناتجان عن الحروب في الشرق الأوسط، محذرة من أن الاستمرار في هذه السياسات قد يقود الجميع إلى خسائر فادحة. ورغم ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير عابئة بنتائج سياساتها، مكتفيةً بالرهان على وقوع أحداث غير متوقعة دون التفكير في العواقب.

تتناول غولدبيرغ أيضاً العمى السياسي الذي تعاني منه إسرائيل، والذي قد يجعلها تتجاهل المخاطر المترتبة عن استخدامها لأحدث تقنيات الدمار. ترى الكاتبة أن الحكومات تتعامل مع قضايا معقدة بطريقة سهلة وغير مسؤولة، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين السلطة والمجتمع المدني. حيث يؤدي استخدام الأسلحة المتطورة إلى تصاعد العنف، وهو ما قد يؤثر سلباً على الوضع المدني ويعمق تجارب الناس في مواجهة الصراع المستمر.

وبالإضافة إلى ذلك، تعتقد غولدبيرغ أن هناك تغيراً في الرؤية الصهيونية لليهودية على مر السنوات، حيث تلاشت فكرة “اليهودي الجديد” لصالح صهيونية الحكومة الإسرائيلية الحالية. هذه الرؤية تحاول فصل اليهودية عن التقاليد الإنسانية التي عرفتها على مدار التاريخ، مما يثير التساؤلات حول هوية اليهود في الشتات. تعتبر الكاتبة أن ذلك يهدد المفاهيم الأساسية مثل “معاداة السامية” و”الإبادة الجماعية”، مما يضع إسرائيل في موقف يهدد بالنفور من اليهود في جميع أنحاء العالم.

وتشير الكاتبة إلى أن صعود اليمين المتطرف في إسرائيل، بمساعدة نتنياهو، يعكس الفكرة التي تساوي بين إسرائيل واليهودية، وهو ما يتضح بشكل أكبر بعد الأحداث الدامية التي وقعت في 7 أكتوبر. فقد أدى ذلك إلى تعزيز مفاهيم قديمة وقيم تقليدية لدى جزء من المجتمع الإسرائيلي، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الهوية اليهودية خارج حدود إسرائيل. هذه المعادلة تثير القلق لأنها يمكن أن تؤدي إلى تصورات أكثر تطرفاً حول اليهودية والممارسات الإسرائيلية.

تختتم غولدبيرغ بالتأكيد على أن الاستخدام السياسي للتاريخ له تداعيات خطيرة. ترى أن تحويل مفهوم دولة إسرائيل إلى ظاهرة يهودية بدلاً من اعتبارها ملجأً لليهود يمكن أن يكون له تأثيرات مدمرة، حيث وضع الحكومة لليهود تحت علامة الحرب في الشرق الأوسط يجعل الأمور أكثر تعقيداً. وبهذا، يشكل سياسات الحكومة الحالي تهديداً للأمن والسلام في المنطقة، فضلاً عن تهديد الهوية اليهودية في المجمل.

من المهم أن تستمع الحكومات الإسرائيلية الحالية إلى أصوات المجتمع المدني وتعزيز الحوار، بدلاً من التصعيد العسكري والاحتجاجات العنيفة. إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإن السلام في الشرق الأوسط سيبقى بعيد المنال، وقد يصبح مصير الجميع هو الخسارة في صراع لا نهاية له. لذلك، يتعين على السياسيين الإسرائيليين إعادة التفكير في استراتيجياتهم وخياراتهم المستقبلية لتجنب كارثة إنسانية وأخلاقية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.