ذكرت صحيفة “ليبراسيون” أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله أدى إلى تصعيد قوات النظام السوري وحلفائها الروس من ضرباتهم ضد معاقل المعارضة في إدلب. وفي الأسابيع الأخيرة، تزايدت الأحاديث داخل صفوف المعارضة حول الهجوم المحتمل على مدينة حلب. حيث ترى الصحيفة أن تأثير الاغتيال الذي نفذته إسرائيل لأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يطال الآن حلب في شمال سوريا، حيث يعبر الثوار السوريون عن استعدادهم لمهاجمة المدينة، بينما يعزز نظام بشار الأسد قواته في المنطقة. كما أن تركيا، العضو الفاعل في المعادلة، تنقل قواتها وتقوم أحيانًا بقصف مواقع النظام، في مشهد يُظهر السعي المستمر للاستفادة من الفوضى السائدة.

احتفل الثوار المعادون لإسرائيل في محافظة إدلب بتقويض حزب الله من قبل إسرائيل. وقد أظهرت الهيئة التقدمية لتحرير الشام مظاهر الاحتفال عن طريق توزيع الحلوى والمعجنات بعد الاغتيال، في وقت كان فيه حسن نصر الله يعد الداعم الأول للأسد منذ عام 2012. كما ظهرت وسائل الإعلام التابعة لهيئة تحرير الشام بوضوح في الفترة الأخيرة تلقي الضوء على الخطط الهجومية القادمة على حلب. وتتواصل الاجتماعات بين زعيم الهيئة، محمد الجولاني، وقادة الألوية في الجيش الوطني السوري، على الرغم من عدم وجود حشد واضح للقوات المسلحة الثقيلة.

في الوقت نفسه، أعرب المحلل تشارلز ليستر عن شكوكه حول حقيقة استعداد الهيئة والمعارضة خطة لشن هجمات واسعة النطاق، حيث تُظهر المؤشرات القليلة فقط على أي تحضيرات. وفي الجانب الآخر، بدأ النظام السوري مع حليفه الروسي استئناف الأعمال العدائية بصورة مكثفة، إذ سجلت في الأسابيع الثلاثة الماضية غارات جوية وقصف مدفعي في شمال غرب سوريا بشكل لم يُشاهد منذ أشهر. الحصيلة كانت مدمرة، وشهد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية غارات روسية خلال زيارته لإدلب، مما يعكس الوضع المتفاقم لحقوق الإنسان، حيث لم يعد الحق في الغذاء متوفرًا للكثيرين.

من جانبه، عزز النظام تواجده العسكري بنقل أكثر من 1200 جندي إلى خط المواجهة غرب حلب، وسط تصعيد متسارع في الهجمات المدفعية. في هذا السياق، تعرضت محطة كهرباء غربية للقصف ودمرت، مما زاد من معاناة المدنيين في المنطقة. وكذلك، تواصلت الهجمات المدفعية على بلدة الأتارب، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد، بينهم أطفال ونساء. هذه الوضعية قاتمة تعكس أبعاد الصراع المستمر بين الأطراف المختلفة.

وإزاء تصاعد الاشتباكات، لم تكتفِ تركيا بمراقبة التطورات بل اتخذت مواقف أكثر استباقية. فقد أبدت اهتمامًا بمراقبة الخطوط الأمامية، في إشارة إلى وجود نوايا قوية في التأثير على الوضع. كما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال خطاب له أمام البرلمان، إلى أبعاد الصراع وأهداف إسرائيل في المنطقة، متوعدًا بأن تكون الأناضول هدفًا لخطط نتنياهو. هذا التصريح يُفسر كتحذير من تركيا ويعكس استعدادها المحتمل للقيام بعمليات عسكرية جديدة في الشمال السوري.

ختامًا، أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان أردوغان يسعى حاليًا لتأمين منطقة عازلة في شمال سوريا تمتد 30 كيلومترًا على طول الحدود مع سوريا. حيث قد تتضمن هذه المنطقة تحقيق أهداف من ضمنها دعم جهود أمنية واقتصادية داخل الأراضي التركية. من خلال هذه المستجدات، يبدو أن هناك تصعيدًا متزايدًا في التوترات الإقليمية، مما يثير المخاوف من تصاعد الصراع وتأثيراته المتعددة على المدنيين والمجتمعات المحلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version