استغربت صحيفة “لوفيغارو” من غياب إيفانكا ترامب، الشخصية المحورية في حملات والدها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عامي 2016 و2020، في وقت يخوض فيه ترامب معركة سياسية حاسمة للترشح لانتخابات 2024. يُظهر التقدير السائد أن النتيجة بينه وبين منافسته الديمقراطية كامالا هاريس قد تكون متقاربة للغاية. إذًا، لماذا لم تكن إيفانكا حاضرة؟ تغيب إيفانكا عن الساحة السياسية، حيث تركز على حياتها الشخصية والأنشطة اليومية، وتشارك متابعيها على إنستغرام روتينها الرياضي وصور أطفالها، ولكن لم يظهر أي تفاعل تجاه والدها ترامب أو حملته الانتخابية.
أفادت الصحيفة بأن غياب إيفانكا، التي كانت في السابق مستشارة رئيسية خلال فترة والدها في البيت الأبيض، يثير الكثير من التساؤلات. فقد كانت تعتبر جزءًا أساسيًا من فريق الحملة الجمهوري في الفترتين السابقتين، واحتلت منصبًا بارزًا في جهود تعزيز قضايا المرأة. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت إيفانكا فقط مرة واحدة جالسة بجوار والدها، بعد حادث أثّر عليه بشكل كبير. كتبت بعد ذلك على صفحتها إنها تخطط لتخصيص وقت أكبر لعائلتها ولن تكون نشطة في السياسة، مع الاحتفاظ بدعمها لوالدها.
تعتبر أسباب غياب إيفانكا وكوشنر، زوجها، متعددة؛ حيث يُعتقد أنهما يسعيان لمتابعة أعمالهما الخاصة بعيدًا عن السياسة. يقول روموالد سيورا، مدير المرصد السياسي والجيوستراتيجي للولايات المتحدة، إنهما لا يرغبان في الارتباط بترامب في حال تعرض لهزيمة، مما قد يؤثر سلبًا على مشاريعهما المستقبلية. وقد يكون لهذا أيضًا علاقة بما يطمحان إليه في المستقبل المهني، حيث يُعزز كلٌ منهما مواقعهما في السوق بغض النظر عن الوضع السياسي لترامب.
أما على الصعيد السياسي، فسيورا يشير إلى ثلاثة سيناريوهات قد تفسر ذلك. الأول هو أن كوشنر يهتم بتعزيز طموحاته الخاصة في الحزب الجمهوري، وقد يسعى للترشح لمقعد في مجلس الشيوخ في عام 2028. الثاني يتعلق بالعلاقات المتوترة التي قد تكون سادت بين كوشنر وترامب، حيث قد يشعر ترامب بخيبة أمل من صهره بسبب مواقفه المختلفة خلال فترة الاتفاقيات السياسية المهمة مثل اتفاقيات أبراهام. بينما يشير السيناريو الثالث إلى صراعات داخل الحزب تشير إلى أن كوشنر قد يكون في صراع مع بعض القادة الجمهوريين التقليديين.
الإنجازات الكبيرة التي حققتها إيفانكا خلال فترة رئاسة والدها لم تُنسى، حيث كانت لها إسهامات بارزة في العديد من السياسات. وفي النهاية، يبقى التفسير المحتمل لهذا الغياب هو منح شقيقها الأكبر ترامب جونيور المجال للظهور والتفاعل مع القاعدة الجماهيرية. إذ يبدو أنه يتولى مسؤوليات الأسرة ويعمل على إحياء حملة والدهم من خلال السفر إلى أنحاء مختلفة من البلاد لنشر رسالته.
خلاصة القول، غياب إيفانكا ترامب يعكس تحولات في الديناميكيات العائلية والسياسية لعائلة ترامب. بينما تركز على حياتها الخاصة وتُعيد ترتيب أولوياتها، قد تؤثر قراراتها هذه على مستقبل حملات ترامب الانتخابية وتصورهم للفترة القادمة، مما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير الغيابات البارزة في السياسة على الفاعليات الانتخابية.