قالت صحيفة لوتان إن خطر المجاعة يهدد قطاع غزة رسميا، بحيث يؤثر سوء التغذية الحاد على آلاف الأطفال ويموتون بسببه، إن لم يقتلوا حرقا بنيران القصف الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم شارلوت غوتييه- أن أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أظهر أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة “الحرج” بعد 10 أسابيع من الحصار الشامل، حيث وصل 1.5 مليون شخص من أصل 2.2 مليون من السكان إلى المرحلتين الرابعة والخامسة، وهي الأعلى على مقياس أزمات الغذاء.

وقد أطلقت المنظمات الدولية غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة التي أعدت هذا التقرير ناقوس الخطر، وقالت إن 22% من السكان يعيشون في وضع “كارثي”، يشكل فيه الجوع وسوء التغذية خطرا قاتلا، أكثر المتضررين منه هم الأطفال.

وتستقبل المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل، أعدادا متزايدة من الأطفال، كما يقول الدكتور راغب ورشاغة، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الرنتيسي: “نستقبل يوميا عشرات الحالات من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. أكثر المتضررين هم الأطفال دون سن الخامسة”.

 

صعوبات رهيبة

وتقول شيماء أبو الكيس التي تمكث في المستشفى مع أطفالها المصابين بالحمى، إن إيمان (8 سنوات) مصابة بالتهاب في المسالك البولية بسبب المياه غير الصحية، وإن التوأم يمان وعهد مصابان بالتهاب في الرئة، بسبب تلوث الهواء جراء القصف المستمر”.

وتضيف الأم اليائسة أنها لم تعد قادرة منذ الإغلاق الإسرائيلي الكامل لحدود غزة يوم الثاني من مارس/آذار، على إطعام أطفالها بشكل سليم، “أكبرهم يأكل رقائق البطاطس الرخيصة فقط، أما الفاكهة والخضروات القليلة التي نجدها فيبلغ سعرها 8 يوروهات للكيلوغرام، وهي غير متاحة”.

وتواجه سهى المبحوح الصعوبات الرهيبة نفسها، إذ يعاني ابنها أحمد (5 سنوات ونصف) من مرض عصبي، يحتاج إلى نظام غذائي صحي ومتنوع، “وقد تدهورت حالته الصحية مع انقطاع الفاكهة والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان في الأسابيع الأخيرة”.

ويدعو الطبيب راغب ورشاغة، اليائس -حسب وصف الصحيفة- إلى رفع الحصار، كما دعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى “الاستئناف الفوري لوصول المساعدات الإنسانية” في مواجهة “خطر المجاعة الوشيك، والانهيار شبه الكامل للزراعة، واحتمال ظهور أوبئة مميتة”.

ومنذ بداية الحرب، توفي نحو 50 طفلا في غزة بسبب سوء التغذية الحاد -حسب أرقام أوردتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وعولج أكثر من 9 آلاف طفل من سوء التغذية الحاد، والحالات في تزايد مستمر منذ استئناف الحصار، كما يشير مدير الاتصالات في منظمة اليونيسيف في فلسطين جوناثان كريكس.

تأثر جيل كامل

وقال كريكس إنه رأى ذلك بأم عينيه، أثناء مهمة إلى دير البلح، حيث لقي نحو 10 أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد في مستشفى ناصر في خان يونس، وأضاف “تأثرت بشدة بالطفل أسامة (4 سنوات) الذي يزن 8 كيلوغرامات، بدلا من 15 لصبي في مثل عمره. إنه جلد على عظم”.

وتوقع كريكس أن يحتاج 70 ألف طفل إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وقال “اليوم استنفدنا مخزوناتنا من الأغذية المخصصة للوقاية من سوء التغذية، كالحليب العلاجي والمكملات الغذائية، وقريبا جدا، سينفد مخزوننا من الأغذية العلاجية”.

وفي اتصال هاتفي مع الصحيفة، حذر أحمد الرفا، مدير قسم الولادة والأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس من أن “جيلا كاملا” سيتأثر على الأمد الطويل بعواقب سوء التغذية، وسيستمر هذا التأثير طوال حياته.

ومن لم يمت من الأطفال بسبب الجوع الخطير، ربما يصبح ضحية للقصف -حسب الصحيفة- فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل أكثر من 16 ألف طفل، بينهم أكثر من 900 دون العام، بحسب أرقام أوردتها منظمة اليونيسيف.

ويؤكد أحمد أبو وردة، رئيس الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر، أن الإصابات التي تعالج “أكثر خطورة من أي وقت مضى، وخاصة “الحروق المرتبطة بالقصف”، وأكثر من نصف أصحابها من الأطفال.

وختمت الصحيفة بحديث أبو وردة عن طفلين أصيبا بالخرس بسبب حروق جراء القصف، وقول جوناثان كريكس إن ” غزة أصبحت مقبرة للأطفال، حيث أودت الحرب فيها بحياة أكبر عدد من الأطفال في وقت قصير”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.