استعرضت مجلة “لوبس” الفرنسية من خلال تقرير كتبه كل من ريمي نويون وكزافييه دي لا بورت، مقابلة مثيرة على بودكاست المحافظ الشهير جو روغان مع جي دي فانس، سيناتور ولاية أوهايو ونائب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وقد تناولت المجلة هذا الحوار بتفصيل للتعرف على أفكار فانس وآرائه، واعتبرت أنه ليس من السهل اكتشاف ما يفكر فيه. وخلال اللقاء، تطرق فانس إلى مواضيع متعددة تعكس هواجس معسكر “ماغا” (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، حيث تمكن روغان من تحفيز ضيفه على التعبير عن أفكاره بحرية.

في بداية الحوار، استذكر فانس رد فعله الأول عندما ظن أن ترامب قد تعرض للاغتيال، إذ كان قد قضى وقتاً مع ترامب في السابق ووجه له دعوة لمشاركته في إعلان مهم. ولما سمع بخبر إطلاق النار على ترامب، اعتقد للحظة أنه قد قُتل، مما جعله يشعر بالفزع والخوف، فقرر العودة إلى منزله بسرعة والاحتياط من خلال تسليح نفسه واهتمامه بأطفاله. هذا الموقف يظهر بسرعة التوتر والخطر في الحياة السياسية الأمريكية، والعاطفة التي يحملها فانس تجاه ترامب.

حول قضايا النوع الاجتماعي، ناقش فانس قضايا التحول الجنسي وكيف أنها تعكس ضغوطاً اجتماعية على الأسر. حيث رأى أن الآباء الذين يسعون لتمكين أطفالهم ليكونوا مختلفين عن محيطهم الاجتماعي يتجهون نحو التفكير في التحول الجنسي كوسيلة لتجاوز الحواجز الاجتماعية المتعارف عليها. ارتبط هذا التحليل بشكل غير مباشر بالمشكلات المتعلقة بالطبقات الاجتماعية وعدم المساواة، معتبراً أن هذه الظاهرة هي طريقة لتجاوز صعوبات الحياة اليومية وتحقيق الأهداف الأكاديمية.

كما تطرق فانس إلى أسلوب حياة الفرنسيين من خلال حديثه عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أنه يتمنى أن تكون الولايات المتحدة أكثر تقليدية فيما يتعلق بفهم الجنسين. في هذا الصدد، أشار إلى حوار دار مع سيدة أمريكية في باريس حول تصوراتها عن المدينة، مما أغرقه في أفكار تتعلق بالتحولات الاجتماعية والسياسية في كلتا الدولتين. تمثل هذا النقاش أهمية الحفاظ على الهوية التقليدية من وجهة نظر فانس، الذي يبدو أنه معارض لبعض التوجهات الحديثة.

كان هناك أيضاً حديث حول القضايا البيئية، حيث أبدى فانس صدمة عند تعلمه ببعض الأساسيات حول دورة الكربون ودور النباتات في البيئة. وعبر عن شكوكه في الخبراء البيئيين، مشيراً إلى أنه يخشى من أن يكون هناك فكر موجه يربط بين القضايا البيئية وصراعات أكبر على مستوى السياسة العالمية، وعلى وجه الخصوص في السياق الأوروبي. هذا الموقف يعبر عن الهواجس المتزايدة بالمقارنة بين الأجندات البيئية والحرص على المصلحة العامة.

أحد العوامل المثيرة في هذه المقابلة كان انتقاد فانس للرأسمالية، حيث أبدى سخطه من كيفية تخصيص الأرباح بين الشركات وعموم التكاليف على المجتمعات، مما يعكس تحولاً في تفكير الجمهوريين التقليديين. وبدا وكأنه يحاول إعادة تقييم العلاقة بين الأعمال والمصلحة العامة، مما يمثل حالة من التوتر والأمل لتغيير الذهنية الموجودة داخل الحزب الجمهوري.

وأخيراً، في سياق الحديث حول الثقافة الشعبية، أبدى فانس جاذبية للصورة المعاكسة لما يمكن أن يُعتبر قبولاً للتوجهات الحديثة من خلال الإشارة إلى لمسلسل “إميلي في باريس”. حيث على الرغم من انتقاده في البداية للعمل، انتهى به الأمر لوصفه “تحفة فنية”، مما يعكس تعقيدات شخصيته بين الضغط الاجتماعي ومدى قبوله لتوجهات جديدة. يبرز هذا النقاش الحاجة إلى التوازن في التعامل مع قضايا الهوية والحداثة سواء على الصعيدين الشخصي أو المجتمعي.

تجسد المقابلة من خلال هذه النقاط الست مجموعة من الأفكار التي تعكس تفكير جي دي فانس وتوجهاته، مما يسلط الضوء على التحولات السريعة التي تمر بها الولايات المتحدة في ظل قضايا الهوية، الثقافة، والبيئة، والموقف من الرأسمالية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.