تمثل التقارير السنوية التي تصدرها معهد “بروكينز” الأمريكي نافذة صغيرة تفتح على علاقات أفغانستان وإيران، وتسلط الضوء على المخاوف المتبادلة بشأن الخلافات الطائفية بين البلدين. يشير التقرير إلى تجنيد طهران للفاطميين من الشيعة في أفغانستان من قبل حركة طالبان للاستفادة منهم في عمليات محور المقاومة في الشرق الأوسط. يُظهر التقرير القلق الذي يثيره لواء فاطميون على السلطات الأفغانية بسبب اعتباره مصدرًا للخطر على الأمن القومي.
تجسد العلاقات التاريخية بين أفغانستان وإيران تأثيرات كبيرة على العلاقات الحالية بينهما. عقب الانقلاب الشيوعي في أفغانستان والثورة الإسلامية في إيران في القرن العشرين، شهدت العلاقات تحولًا جذريًا. ومباشرة بعد حدوث الهجومات في 11 سبتمبر، دعمت طهران الغزو الأميركي لأفغانستان وساهمت في تشكيل الحكومة الأفغانية الجديدة.
رغم العلاقات المتوترة في الماضي، رحبت طهران بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في العام 2021، وأقامت علاقات جيدة مع حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها طالبان. وتستمر إيران في دعم الحكومة الأفغانية في مكافحة تنظيم الدولة، الذي يعتبر عدوًا مشتركًا بينهما.
المشكلة الرئيسية التي تثير توترات بين البلدين هي قضية المياه والاشتباكات في مناطق الحدود. فإيران تشكو من عدم الحصول على حصتها الكاملة من مياه نهر هلمند، وتطالب بإنشاء جدار على الحدود المشتركة. على الرغم من هذه التوترات، تعتبر طهران وكابل وجود مصالح مشتركة بينهما ويسعيان إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية.
في مواجهة التحديات الجديدة، تستمر إيران في بناء علاقاتها مع الحكومة الأفغانية وتوسيع نفوذها في أفغانستان، بينما تستغل طهران علاقاتها مع حركة طالبان لمواجهة التهديدات المشتركة. ورغم التحديات، تستمر البلدين في إيجاد طرق لتقوية العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بينهما.