في تطور جديد يشمل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، تبنت إسرائيل سياسة منفتحة بشأن التحضير لضرب إيران، مما يأتي وسط تسريبات تفيد بأن طهران أصبحت قريبة من القدرة على صنع القنبلة النووية. وقد جاء هذا التحول في الخطاب الإسرائيلي بعد أيام من التصريحات القوية حول الرد على الهجمات الإيرانية التي استهدفت القواعد العسكرية الإسرائيلية. استمرت التهديدات الإسرائيلية وتأكيد الولايات المتحدة على دعمها، مما أظهر تواجدًا عسكريًا قويًا في المنطقة، الأمر الذي تم تفسيره كإشارة لإيران بعدم التصعيد.
خلال الـ 24 ساعة الماضية، خففت إسرائيل من لهجتها التهديدية. حسب تقرير من موقع “أكسيوس”، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أنه رغم رغبة إسرائيل في الرد على الهجمات الإيرانية، فإنها لا تسعى إلى اندلاع حرب شاملة. وفي هذا السياق، أكدت الإدارة الأمريكية أنها لا تعارض ردود إسرائيل، لكنها تأمل أن تكون مدروسة. وتم تداول معلومات تفيد بأن وزير الدفاع الإسرائيلي لم يتخذ قرارًا بعد حول توقيت أو نطاق الرد على إيران، مما يعكس ترددًا معينًا في اتخاذ القرارات.
تزداد المخاطر في المنطقة مع وجود إشارات إلى اقتراب إيران من الحصول على قدرات نووية. وفي تصريحات لوكيل “سي آي إيه” وليام بيرنز، أكد أن إيران قد تحتاج إلى أسبوع واحد فقط لإنتاج قنبلة نووية، مشيرًا إلى أن الوضع في الشرق الأوسط في خطر متزايد رغم أن كلا من إيران وإسرائيل لا يرغبان في صراع شامل. وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيليين أنهم قد يستهدفون قواعد عسكرية إيرانية، إلا أن قدراتهم على استهداف البرنامج النووي الإيراني لا تزال محدودة.
على الجانب الإيراني، شدد وزير الخارجية الإيراني على موقف بلاده الثابت والذي يرفض التصعيد، موضحًا أن إيران في حالة تأهب لمواجهة أي احتمال. وجاء في التصريحات الإيرانية تحذير لإسرائيل بعدم العبث بقدراتهم، مؤكدين أنه لن يكون هناك تردد في الرد على أي هجوم. وأكدت الخارجية الإيرانية أن إيران مستمرة في دعم محور المقاومة حتى تحقيق النصر ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما يوضح تصميم طهران على مواجهة الضغوط العسكرية والدبلوماسية.
في الوقت الذي واصلت فيه الأطراف إعلان مواقفها المختلفة، بدا أن هناك رغبة في احتواء الصراع وتجنب التصعيد العسكري. فقد أكدت القادة الإيرانيون أن ردودهم ستكون حاسمة ومن دون تردد، بينما أظهر المسؤولون الإسرائيليون قدرًا من الحذر والتفكير الاستراتيجي في تعاملهم مع الوضع. لا تزال مسألة تصاعد الخطر النووي الإيراني تلقي بظلالها على العلاقات بين الدولتين، مما يعكس التوتر المستمر في منطقة الشرق الأوسط.
وتظهر التطورات الأخيرة أن كل طرف يسعى إلى تعزيز موقفه من خلال التهديدات والردود العسكرية، مع وجود منصة دبلوماسية تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا الغربية. في النهاية، يبقى السؤال الرئيسي حول كيفية إدارة هذا التوتر، وما إذا كان بإمكان الأطراف المعنية تجنب الصراع المفتوح الذي قد يشكل تهديدًا لميزان القوى في المنطقة.