ذكرت صحيفة “جورزاليم بوست” أن الجيش الإسرائيلي قام بفكك 24 كتيبة تابعة لحركة حماس، وادعى أنه قد قتل نحو 17 ألف من عناصرها، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 19 ألفا. ومع ذلك، أشار عدد من المصادر في الجيش مؤخرا إلى أن عدد قتلى حماس يقدر بحوالي 15 ألفا. وهذا يطرح تساؤلات حول كيفية عودة حوالي 4 آلاف ناشط من حماس للحياة في فترة الأربعة أشهر الماضية، مما يلقي بظلال من الشك على صحة الأرقام المقدمة.

أحرجت هذه الإحصائيات الجيش الإسرائيلي، حيث انخفض عدد القتلى المعلن عنه عدة مرات في الأسابيع الماضية، مما يعكس عدم الاستقرار في الإبلاغ عن الأرقام. فمنذ فبراير/شباط، كانت الأرقام تتراوح بين 10 آلاف و12 ألف قتيل، وهو ما يتطلب من الجيش مراجعة إحصاءاته حتى تتماشى مع التصريحات العامة للسياسيين، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا يعد مؤشرا على الارتباك وعدم الدقة في معالجة المعلومات الأمنية الهامة.

يتساءل الكاتب عن مدى قدرة إسرائيل على تقييم مستقبل صراعها مع حماس. فمن الضروري أن تعتمد تل أبيب على معلومات دقيقة تتسم بالواقعية لتحديد الوقت اللازم للتوصل إلى انتصار نهائي، خاصة بعد أي وقف محتمل لإطلاق النار. بينما يمكن للجيش أن يقضي على حماس كقوة مقاتلة إذا ما مُنح الوقت الكافي، إلا أن الضغوط الدولية المتزايدة قد تقيد هذا الاحتمال، حيث أن العالم قد تغير ضد إسرائيل في هذه الأوقات.

تتداخل الضغوط السياسة والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين مع تطلعات الإسرائيليين لإنهاء الحرب. حيث يعبر المرشحان الرئاسيان الأمريكيان، كامالا هاريس ودونالد ترامب، عن رغبتهما في إنهاء النزاع، إضافة إلى أن جزءا كبيرا من الجمهور الإسرائيلي يتطلع إلى إنهاء الحرب قريبا، مُفضلين تركيز الجهود على استعادة الأسرى. هذه الرغبة الشعبية تعكس حالة الإحباط السائدة بين الإسرائيليين.

تؤكد “جورزاليم بوست” على ضرورة دقة المعلومات والأرقام التي يُصدرها الجيش الإسرائيلي، حيث أن أي تحريف أو تضليل قد يؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور، سواء داخل إسرائيل أو خارجها. على الجيش أن يعي أهمية الأرقام الدقيقة، ويجب أن تكون هذه المراجعات آخر ما يحدث، لضمان عدم تشويه صورة الجيش الإسرائيلي ومصداقيته بين حلفائه.

يمكن القول إن هذه المراجعة المستمرة للأرقام تهدد مصداقية الجيش الإسرائيلي، مما يؤثر سلبًا على جهوده لإدارة العلاقات العامة. هذه القضية لا تتعلق فقط بجوانب الحرب، بل تمتد إلى قضايا إنسانية، حيث يتعرض المدنيون الفلسطينيون إلى انتقادات بشأن أعداد القتلى. في هذه الأثناء، تظل الأرقام الصحيحة أساسية للحفاظ على السلطة والنفوذ في الساحة الدولية، ولتضييق الفجوة في الروايات المتباينة حول الوضع المستمر.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version