أحمد غانم، مواطن أميركي من أصول مصرية، يعتبر نفسه من أنصار الحزب الديمقراطي. وفي إحدى الفعاليات الانتخابية لكامالا هاريس، المرشحة عن الحزب، في ولاية ميشيغان، مُنع غانم من حضور التجمع رغم عدم وجود أي أسباب واضحة للمنع. تعرض غانم لضغوط من أحد أفراد الأمن الذي طلب منه مغادرة المكان، محدثاً بذلك حالة من الاستغراب لدى غانم الذي نشر لاحقًا فيديو يوضح الواقعة، مما نتج عنه اعتذار من فريق هاريس عنه، لكن دون تفسير مقنع للأمر.

المسلمون الأميركيون تاريخياً يميلون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. يميل كثير منهم نحو الديمقراطيين بسبب مواقف الحزب الإيجابية تجاه الحريات العامة وقضايا العدل الاجتماعي، لكنهم يظهرون انفتاحًا أيضًا على بعض أفكار الجمهوريين، خاصة في مسائل القيم الأسرية. لقد أثبتت الانتخابات السابقة أن المسلمين غالبًا ما يتجهون لصالح المرشحين الديمقراطيين بسبب السياسات الجمهورية القاسية تجاههم، خصوصًا خلال فترة بوش الابن.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تحرك المسلمون الأميركيون بشكل كبير نحو دعم الديمقراطيين، حيث صوتت أغلب الجالية المسلمة لصالح الديمقراطيين كاستجابة للسياسات القاسية التي تبناها الجمهوريون. ومع وصول بايدن إلى السلطة ورغم دعم المسلمين له، إلا أن سياساته تجاه قضايا المسلمين في العالم، خصوصًا في فلسطين، بدأت تثير الكثير من التساؤلات حول ولائهم للحزب الديمقراطي.

أدت الحرب المستمرة في غزة، ودعم بايدن للحكومة الإسرائيلية، إلى شعور المسلمين بالخذلان، حيث لم يحقق الحزب الديمقراطي تطلعاتهم في دعم قضاياهم. كما كان الموقف المتردد لكامالا هاريس بشأن هذه القضايا مصدر إحباط آخر للمسلمين. مع اقتراب الانتخابات، بدأت الانقسامات تتزايد بين الناخبين المسلمين، حيث أعرب بعضهم عن رغبتهم في التصويت لمرشحين آخرين بدلاً من هاريس.

دونالد ترامب، على الجانب الآخر، يحاول استغلال هذا الفراغ لتعزيز شعبيته بين المسلمين، حيث يعدهم بأنه سيحقق لهم مصالحهم ويدعم قضاياهم. الانتخابات المقبلة قد تكون حساسة، لا سيما أن أصوات المسلمين قد تكون حاسمة في تحديد نتائج الانتخابات، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان. بشكل متزايد، يشعر العديد من المسلمين أنهم لا يمثلهم أي من الحزبين، وهذا ما دفع بعضهم إلى الاستعانة بخيارات مثل مرشحة حزب الخضر، لتكون بمثابة طريق ثالث.

خلاصة القول هي أن المسلمين الأميركيين يعيشون حالة من الارتباك السياسي في سياق انتخابات 2024. الصورة المعقدة للمسلمين بينهم وبين الحزبين الكبيرين تشير إلى ردود فعل متباينة تجاه كل مرشح. يجد الكثيرون أنفسهم أمام خيارات قاسية، وكأنهم يُحرَمون من خيارات سياسية تمثلهم بالفعل. وفي ظل غياب الصوت الذي يعبر عن قضاياهم الحقيقية، يسعى المسلمون الأميركيون لإيجاد طرق جديدة للتعبير عن هويتهم ومصالحهم، سواء عبر دعم مرشحين آخرين أو تفعيل أصواتهم بشكل مختلف.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version