في تطور كبير للأوضاع العسكرية في السودان، أعلن الجيش السوداني، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الصراع، استعادة السيطرة على منطقة جبل موية الاستراتيجية في ولاية سنار، والتي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. جاء هذا الإعلان في أعقاب معارك دامية شهدتها الولاية، مما أتاح للجيش السوداني فتح الطريق لاستعادة عاصمة سنار والزحف نحو ود مدني، مما يؤكد أهمية هذه المنطقة في السياق العسكري الحالي.
تعد منطقة جبل موية مركزاً حيوياً، حيث تربط عدة ولايات في البلاد مثل سنار والنيل الأبيض والجزيرة. وقد تأثرت هذه المنطقة بشكل كبير بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة عليها في 25 يونيو الماضي، مما قطع طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور، وفتح المجال لتحركاتها العسكرية في مدن مثل سنجة والدندر. ومع استعادة السيطرة على جبل موية، أعلن الجيش السوداني عن تحقيق تقدم كبير في العمليات العسكرية، مما يفتح آفاقاً جديدة لاستعادة السيطرة على الولاية.
خلال المعارك، كانت العملية تحت إشراف نائب القائد العام للجيش، شمس الدين كباشي، الذي أشرف على عدة محاور عسكرية. ورافق كباشي نجاح العمليات العسكرية احتفالات من قبل الجنود الضباط بالإعلان عن استعادة السيطرة على المنطقة بعد مواجهات عنيفة. تعهد كباشي بمواصلة التقدم حتى التأكد من تطهير البلاد من قوات الدعم السريع، مما يعكس العزيمة والإرادة العسكرية للجيش في مواجهة تلك القوات.
يتمتع جبل موية بأهمية استراتيجية كبيرة، فهو يمثل نقطة وسطية بين عدة ثكنات عسكرية رئيسية. ويعني استعادة السيطرة على المنطقة عزل قوات الدعم السريع، مما يجعلها في موقف صعب. حيث تمثل هذه السيطرة تحولاً رئيسياً في الصراع العسكري القائم، حيث تتعرض قوات الدعم السريع لضغوط متزايدة نتيجة لهذا التطور.
من الناحية الاقتصادية، يعتبر تحرير جبل موية خطوة إيجابية، حيث يساهم في تسهيل حركة السلع التجارية من ميناء بورتسودان إلى النيل الأبيض والنيل الأزرق، مما سيساهم في خفض أسعار السلع التي ارتفعت في ظل النزاع. يُظهر ذلك العلاقة بين الوضع الأمني في البلاد والاستقرار الاقتصادي وتأثيره على حياة المواطنين.
في المقابل، تواصل القوات المنضوية تحت لواء قوات الدعم السريع صمتها بشأن سير العمليات العسكرية، حيث تختار عدم التصريح للوسائل الإعلامية وتفضل التحرك العسكري المباشر. هذا التوجه قد يشير إلى حالة الارتباك والاستعدادات العسكرية لدى القوات، مما يسلط الضوء على تزايد حدة الصراع والتوتر في المنطقة في ظل الجهود المستمرة للجيش السوداني لاستعادة السيطرة على أراضي البلاد.