أكد الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنشآت مالية مرتبطة بحزب الله، وخاصة مؤسسة القرض الحسن، يعد رد فعل على الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي تكبدها الحزب خلال أكثر من عام مضى. هذا الاستهداف يأتي أيضًا في إطار السعي لضمان موقف سياسي قوي مع اقتراب وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت. يمثل حزب الله تهديدًا للأمن الإسرائيلي من خلال استهداف نقاط حساسة، ويُظهر استهداف المنشآت المالية محاولة للضغط على الحزب من الناحية الاقتصادية وضمان عدم تأثيره في المفاوضات السياسية المقبلة.

تشكل منطقة الجليل الغربي أهمية بالغة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث تضم العديد من المصانع. وقد أكد قبيسي أن الخسائر الناتجة عن الهجمات الأخيرة في المنطقة، مثل خسارات مصانع العسل، قد تجاوزت 4 مليارات دولار وفقًا للأرقام الإسرائيلية. في الوقت نفسه، أشار إلى أن المنطقة شهدت تراجعًا كبيرًا في عدد المستوطنين والمصانع بسبب التهديدات المتكررة من حزب الله، التي تصاعدت منذ بدء القتال في غزة وتحديدًا بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.

على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت مقرات مؤسسة القرض الحسن في بيروت، قلل قبيسي من تأثير هذه الغارات على قدرة حزب الله المالية. حيث أشار إلى أن الحزب كان لديه توقعات مسبقة لهذه الضربات وقام بتفريغ المقار المستهدفة. وبدوره، أكد أن البنية التحتية المتبقية للمصانع الإسرائيلية في الجليل ستظل تحت تهديد صواريخ الحزب، مما يشير إلى أن إسرائيل قد تواجه المزيد من الخسائر الاقتصادية.

من جهة أخرى، جاءت غارات إسرائيل في توقيت حساس قبيل وصول هوكشتاين إلى لبنان، وهو ما يُظهر سعي إسرائيل للتوصل إلى تهدئة مع حزب الله. وفي هذا الإطار، يعتقد قبيسي أن الهجمات على مقرات “القرض الحسن” قد تهدف أيضًا إلى تحقيق مكاسب سياسية لصالح إسرائيل في المشاورات المحتملة حول الوضع المتفجر بينها وبنظام لبنان.

في سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مؤخرًا عن بدء عملية تدمير قدرات حزب الله بعد ما اعتبره هزيمة للحزب. لكن قبيسي أبدى استغرابه من هذا التصريح، متساءلًا عن طبيعة الهزيمة التي يتحدث عنها مع استمرار هجمات صواريخ حزب الله على الأهداف الإسرائيلية. وأشار إلى أن تلك الصواريخ استطاعت الوصول حتى منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما يعكس فشل العمليات العسكرية التي كانت تهدف إلى إضعاف حزب الله من الناحية العسكرية.

في نهاية التحليل، كشف قبيسي عن إمكانية تحول إسرائيل نحو استهداف المناطق المدنية، خاصة بعد فشلها في تحقيق أهدافها العسكرية بنجاح. وأكد أنه رغم الادعاءات الإسرائيلية بتدمير القيادة العسكرية ومخازن الأسلحة، إلا أن المعارك ما زالت مشتعلة على الحدود، مما يدل على تحديات استراتيجية حقيقية تواجهها إسرائيل في هذه المواجهات وتظهر أن الأوضاع لا تزال غير مستقرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.