في الدفعة السابعة من عمليات تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، كان لافتا حجم الرسائل التي أرادت المقاومة توجيهها للاحتلال، حيث جرى التسليم في أكثر من مكان، وبشكل منظم، جرى فيه استعراض القوة والسلاح والسيطرة من قبل الحركة.

وسلّمت كتائب القسام، اليوم السبت، 5 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي، ثلاثة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واثنين في مدينة رفح جنوب القطاع. كما سلمت أسيرا سادسا هو هشام السيد (من أصل فلسطيني) في نقطة ما حددتها الكتائب في شرق مدينة غزة، دون مراسم احتراما لفلسطينيي الداخل.

مراسم التسليم التي تمت في رفح والنصيرات وشرق غزة جرت وسط حشد عسكري وشعبي كبير بمشاركة عدة تشكيلات من كتائب القسام بينها وحدة الظل المسؤولة عن الأسرى.

وعلى منصتي التسليم في رفح والنصيرات، عرضت كتائب القسام أسلحة استولى عليها مقاتلوها خلال المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما رُفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على غزة.

على مرمى حجر

في رفح، قال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن عملية التسليم تمت في ميدان المشروع، على بُعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال، حيث نصبت كتائب القسام منصة رفعت عليها صور قادة القسام ولافتة كبيرة كتب عليها “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد“.

كما شهدت منطقة التسليم انتشارا أمنيًّا مكثفًا من قِبَل عناصر كتائب القسام، الذين ظهروا بأسلحتهم المختلفة، في حين كان لافتًا مشاركة عناصر من وحدة الظل، المسؤولة عن تأمين الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم وحتى لحظة التسليم.

وفي النصيرات وسط غزة، تمت عملية التسليم في ساحة بشارع صلاح الدين، وهي ثاني عملية تسلم تتم وسط القطاع، حيث جرت سابقا عملية تسليم في دير البلح.

وقال مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة إن المراسم جرت بشكل منظم وسط حشد عسكري وشعبي كبير، في منطقة كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشرت فيها على مدار أسابيع.

وبحسب المراسل، فإن الأسلحة التي عُرضت في مخيم النصيرات غنمها مقاومون خلال عمليات بينها عملية “جحر الديك” التي نفذتها كتائب القسام وعملية “كمين الموت” شرق مخيم المغازي والتي قتل فيها 22 جنديا إسرائيليا.

وأشار إلى أن مقاتلين من عدة فصائل مقاومة شاركوا في مراسم التسليم بالمخيم، وظهر على المنصة شعار “الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية”.

شعبيا، تدفق آلاف الفلسطينيين إلى مكان التسليم، رغم الأجواء الماطرة والبرد القارس، حاملين أعلام المقاومة وصور قادتها، في مشهد يعكس استمرار الالتفاف الشعبي حول الفصائل الفلسطينية.

رسائل متتالية

وفي كل عملية تبادل سابقة للأسرى، تعمدت حماس توجيه رسائل للاحتلال، من خلال الحشود العسكرية والجماهيرية، والأسلحة بيد عناصر المقاومة، وحتى بعض السيارات التي اغتنمتها المقاومة من الاحتلال خلال أكثر من 15 شهرا من الحرب على غزة.

كذلك جاءت رسائل من خلال الشعارات التي كتبتها على لافتات ضخمة على منصة التسليم، وهي رسائل لإسرائيل وللعالم، بل وحتى للداخل الفلسطيني، مفادها أن الشعب الفلسطيني باق، وأن المقاومة لا تزال قوية ومسيطرة وتمسك بزمام الأمور، وقادرة على المواجهة.

ففي عملية التسليم السادسة، التي سلمت فيها حماس 3 أسرى إسرائيليين السبت الماضي، تمت عملية التسليم في سيارة كانت قد اغتنمتها حماس خلال عملية طوفان الأقصى.

ورفعت الحركة خلال عملية التسليم هذه شعارات أبرزها “لا هجرة إلا إلى القدس”، وذلك في إشارة لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى.

وفي الدفعة الخامسة والتي جرت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في 8 فبراير/شباط الجاري، سلمت حماس 3 أسرى إسرائيليين، وقالت في بيان إن “المشاهد العظيمة لعملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير”.

وأكدت حماس أن النصر المطلق الذي بحث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوما “أوهام تحطمت على أرض غزة للأبد“.

وفي الدفعات الأربع السابقة، تم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وسط حشد عسكري لكتائب القسام وفصائل مقاومة أخرى، مما أثار امتعاض الحكومة الإسرائيلية. وفي هذه الدفعات الأربع، تم تبادل 13 أسيرا إسرائيليا مقابل 586 أسيرا فلسطينيا أُبعد العشرات منهم للخارج.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.