تمكن الجانب الإيراني من تنفيذ هجوم على قنصليتها في دمشق بنجاح، حيث تبين أن هناك أطرافاً عديدة كانت مطلعة على توقيت الهجوم وساهمت في تغطيته إعلامياً ونقله عبر البث المباشر على محطات الأخبار العالمية. كما أعلنت إيران أنها أبلغت دول الجوار قبل 72 ساعة من تنفيذ الهجوم، مما أثار تساؤلات حول أسباب تسريب توقيت العملية وجعلها متابعة على نطاق واسع على الصعيد الدولي.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اعترض معظم المسيّرات والصواريخ الإيرانية، لكن شريحة من الإيرانيين وجهت اللوم للسلطات الإيرانية مشيرة إلى تأجيل الرد لفترة طويلة ومنح الجانب الآخر فرصة لتجميع قوات الدفاع الجوي. تمت إقامة العملية من داخل أراضي إيران واستهدفت “الكيان المحتل للأراضي الإسلامية نيابة عن الأمة الإسلامية”، وهذا يعد تحديًا لأحدث منظومات الدفاع الجوي لإسرائيل وحلفائها.
بالإضافة إلى ذلك، تدشّنت إيران معادلة ردع وقواعد اشتباك جديدة من خلال الهجوم الذي نفذته، حيث أرادت ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية بارزة وإرسال رسائل تحذيرية لإسرائيل وحلفائها. استخدمت إيران تغطية إعلامية واسعة لنشر خطابات داعمة للقضية الفلسطينية ومستنكرة للاحتلال، مما أثار تعاطف الشعوب العربية والإسلامية معها.
علاوة على ذلك، استغلت إيران برامجها الفضائية والاستكشافية في جمع البيانات وتحقيق التفوق على العدو، لاسيما بعد تجربتها الناجحة في استهداف قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق. كما أظهرت دقة الأسلحة الإيرانية ومسؤولية القوات المسلحة الإيرانية بتجنب الإصابة بالتجمعات البشرية، مما عرض تل أبيب لأكبر خدمة إعلامية تثبت ضعف الهجوم الإيراني ودقة تنفيذه.
وقد أظهرت الإحصاءات المتباينة بين حماس وتل أبيب حول الخسائر في غزة المتواصلة خلال العدوان الإسرائيلي على نطاق واسع، كيف قد تم توثيق الصور والمشاهد التي أظهرت توثيق الصواريخ والمُسيّرات الموجهة نحو إسرائيل. وأخيرًا، استطاعت إيران بنجاح تنفيذ هجومها بطريقة محكمة ودقيقة، مما دفع تل أبيب لتجنب الإعلان عن الخسائر داخلها ويعتبرون هذا الهجوم تحديًا جديدًا للقوى العسكرية في المنطقة والغربية.