تشهد بعض بلديات تركيا، التي فازت بالانتخابات البلدية على حساب حزب العدالة والتنمية الحاكم، حملات لإزالة اللافتات وقوائم الطعام المكتوبة باللغة العربية من المحال التجارية. يعتبر البعض هذا الإجراء تعزيزًا للهوية الوطنية، بينما يرون آخرون أنه يقيد التنوع الثقافي واللغوي في البلاد. على سبيل المثال، رئيس بلدية نيفشهير أعلن عن حملة لإزالة اللافتات العربية من شوارع المدينة، ولحق به رؤساء بلديات أخرى مثل مرسين وكلس وأوشاك ويالوفا. يتسائل البعض عن دوافع هذه الحملات، خاصة وأنها تأتي ضمن أولى القرارات لمن لم يكملوا شهرا في مناصبهم.

تمنح فرق الشرطة أصحاب المحال الذين يعرضون لافتات باللغة العربية مهلة 30 يومًا لإزالتها، وتهدد بفرض غرامات تصل إلى الإغلاق في حال عدم الالتزام. وانتقد المعارضون اختيار اللافتات المكتوبة بالعربية دون غيرها، مشيرين إلى وجود لافتات بالإنجليزية والفرنسية في المراكز التجارية الكبرى، بجانب الإعلانات بالروسية والأوكرانية في بعض المدن. يعتبر بعض المحللين أن هذا الإجراء قد يكون ناتجًا عن عدم رغبة بعض رؤساء البلديات في رؤية حروف القرآن الكريم.

من جانبها، أكدت بلدية يلوفا أن قراراتها حول اللغة المستخدمة في اللافتات تأتي ضمن إطار قانوني يفرض أن نسبة 75% من الكلمات والعبارات تكون باللغة التركية. وأشارت إلى أن هذه القرارات لا تستهدف فقط المحال التي يملكها السوريون، بل تشمل جميع التجار الذين يستخدمون لغات أخرى. ورفض حزب الشعب الجمهوري إزالة اللافتات العربية، مؤكدًا أهمية اللغة العربية لملايين المواطنين الأتراك.

قامت تركيا بحملات تستهدف لغة الضاد في العام الماضي، مع التركيز بشكل خاص على العربية، وذلك بالتزامن مع حملات المعارضة ضد اللاجئين السوريين قبيل الانتخابات الرئاسية. على الرغم من زيادة الدخل السياحي لتركيا خلال العام الماضي، فإن هذه الحملات قد تؤثر سلبًا على السياحة والاقتصاد. يتوقع المحللون أن تؤدي هذه الحملات إلى تراجع عدد السياح العرب والمستثمرين، مما يضر بالاقتصاد التركي.

على الصعيد الاقتصادي، يعتقد المحللون أن الحملات العنصرية ضد العرب وإزالة اللافتات بالعربية قد تدفع السياح العرب للتوجه إلى وجهات سياحية أخرى، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد التركي. تشهد مبيعات العقارات للمستثمرين الأجانب انخفاضًا بسبب هذه الحملات، ويتراجع إنفاق السياح العرب يشكل تحديًا للاقتصاد التركي، خاصة وأن العرب يمثلون نسبة مهمة من السياح في البلاد. من المتوقع أن تكون لهذه الحملات تأثير سلبي على السياحة والاستثمار في تركيا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version