التقى رئيس إيران مسعود بزشكيان للمرة الأولى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتدى دولي في عشق آباد، حيث تطرقا إلى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وناقشا الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط. وقد أعربا عن أهمية تعزيز الشراكة بينهما في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، لاسيما بعد التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران. تساءل بعض المراقبين عن جدية روسيا في دعم طهران في مواجهة هذه التحديات، في ظل الضغوط الغربية على إيران لدعمهما العسكري في النزاع الأوكراني.
تزايدت الانتقادات في الأوساط الإيرانية تجاه روسيا بسبب عدم تسليم الأسلحة الاستراتيجية، خاصة مقاتلات “سوخوي-35” ومنظومة الدفاع الجوي “إس-400″، والتي أبرمت إيران صفقات بشأنها. يعتقد باحثون أن العلاقات الإيرانية الروسية ليست بالشراكة الاستراتيجية التي تروج لها الحكومتان، حيث توجد تباينات في السياسات بين البلدين بشأن بعض الأمور الإقليمية والدولية. من المتوقع أن تلقي الزيارة الضوء على المصالح المشتركة والخصومات المحتملة بين الجانبين.
تساؤلات مشروعة تتعلق بالتعاون العسكري بين إيران وروسيا، إذ تؤكد طهران أنها لم تقدم مساعدات عسكرية لروسيا خلال النزاع الأوكراني، بل إنها قامت بإرسال طائرات مسيرة محدودة فقط. يعتبر الباحثون في هذا الشأن أن إيران لا ترى الحكومة الأوكرانية عدواً، بل تدعو لوقف الصراع. وتشير التحليلات إلى أن دعوات الإيرانيين للحكومة الروسية لتعزيز تعاونها العسكري معهم تظل مشروعة، في ظل جهود طهران لتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التهديدات الخارجية.
تسارعت التقارير التي تفيد بوصول دفعات من الأسلحة الروسية إلى إيران، لكن لم يكن هناك بيان رسمي لتأكيد أو نفي ذلك. بعض المصادر غير الرسمية تتحدث عن تسليم أنظمة إس-400 ومقاتلات سوخوي-35، ولكن يبقى الأمر غير موثق. عدم وجود تعليق رسمي قد يكون مقصوداً من الحكومة الإيرانية، وقد يُرجح أن هذه السياسة تهدف إلى إرباك الأعداء.
آراء الباحثين تشير إلى أن عدم وضوح المعلومات حول صفقات الأسلحة يعكس نتائج سياسية أوسع، لا سيما في ظل التحولات الثقافية والسياسية في المنطقة. العلاقة بين موسكو وتل أبيب قد تكون الأحب إلى روسيا رغم التوترات مع إسرائيل في سياق موقفها من أوكرانيا. عدم تقديم روسيا لمبادرات فعّالة لإنهاء التوترات الإقليمية قد يثير التكهنات حول صدق نواياها تجاه طهران واستعدادها للوفاء بالتزاماتها العسكرية.
في نهاية المطاف، يتطلع الرأي العام الإيراني إلى زيادة التعاون العسكري مع روسيا، وانتظار خطوات ملموسة لرفع مستوى القدرات الدفاعية في مواجهة إسرائيل. إن الحاجة لتعزيز هذا التعاون تتزايد في ظل الصراعات المتزايدة في المنطقة، مما يعكس انفتاح إيران على التحالفات الداعمة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.