قالت صحيفة لاكروا إن الانتخابات التشريعية الألمانية اليوم الأحد قد تؤدي إلى تعزيز نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا المحسوب على أقصى اليمين في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، في سابقة لم يكن تصورها ممكنا قبل بضع سنوات.

ورأت الصحيفة -في تقرير بقلم ألكسندر لور- أن هذه الانتخابات ستشكل مرحلة جديدة في صعود حزب البديل الذي نجح منذ تأسيسه عام 2013، في جذب عدد متزايد من الناخبين، رغم تبنيه خطابا متطرفا بشكل متزايد، مستعرضة، في 5 محطات، التسلسل الزمني لصعوده.

  • 2013 “بديل” لإنقاذ اليونان

يبدأ تاريخ حزب البديل من أجل ألمانيا في مارس/آذار 2010 قبل تأسيسه، عندما قالت المستشارة الألمانية حينها أنجيلا ميركل، إنه لا يوجد “بديل” لمساعدة اليونان، فأنشأ أستاذ الاقتصاد بجامعة هامبورغ بيرند لوكه مجموعة معارضة لها، أطلق عليها اسم “البديل من أجل ألمانيا”، وقد أصبحت حزبا حقيقيا عام 2013.

وقد اكتسب حزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض لليورو والفوضوي، جزءًا من أصوات المعارضين لسياسة ميركل بشأن اليونان واستقبال اللاجئين، وحصل على 4.7% من الأصوات في انتخابات عام 2013، وهي لا تخوله دخول البوندستاغ، ولكنها كافية لصنع اسم لنفسه، وبفضل هذا التصويت الشعبوي، احتوى الجناح اليميني في الحزب على المنشقين عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والليبراليين، بمن فيهم مؤسس الحزب.

  • 2017، عودة اليمين المتطرف إلى البوندستاغ

في عام 2017، أصبح حزب البديل لألمانيا ثالثَ أكبر قوة في البلاد، عندما حصل على 12.6% من الأصوات و94 ممثلا منتخبا، وذلك بفضل مرشحيه الرئيسيين، ألكسندر غولاند (76 عاما)، وأليس فايدل (38 عاما)، ليصبح بعض أعضاء الحزب أكثر راديكالية، وليحاولوا إعادة تأهيل ذكرى ألمانيا النازية والاستيلاء على نظرية الاستبدال العظيم.

  • 2020، هل كان هذا العام دافعا للأفعال العنصرية؟

وعندما قتل إرهابي تسعة أشخاص عام 2020، انتحر وترك بيانا معاديا للأجانب يعلن فيه مسؤوليته عن أفعاله، اعتقد كثيرون في ألمانيا أن حزب البديل من أجل ألمانيا يتحمل المسؤولية عن هذا الحدث بخطابه العنصري.

وفي العام نفسه علقت عضوية كريستيان لوث المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب البديل بسبب افتخاره علنا بكونه “فاشيا”، وفي تلك الفترة سيشهد الحزب تراجعا في صناديق الاقتراع، خاصة في الانتخابات التشريعية لعام 2021.

  • 2023 أول انتصارات انتخابية

وفي عام 2023 استعاد حزب البديل قوته وحصل على أول بلدية محلية في ألمانيا الشرقية السابقة، ولكن الكشف عن اجتماع سري بين أعضاء الحزب والمنظمات النازية الجديدة في يناير/كانون الثاني 2024، تسبب في فضيحة، وخرج نحوُ مليون ألماني إلى الشوارع للاحتجاج عليه في هامبورغ ودوسلدورف، وإن لم يمنع ذلك من استمرار تقدم الحزب.

  • 2025، “الطوق الصحي” ممزق

وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025، وتحت قيادة فريدريش ميرتس، أصدر الديمقراطيون المسيحيون بدعم من حزب البديل لألمانيا قرارا مشتركا بشأن الهجرة، إيذانا بنهاية حظر التعاون مع حزب البديل، لتندلع عدة مظاهرات في البلاد احتجاجا على القرار الذي انتقده ممثلو الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية.

ومع ذلك تواصل رئيسة الحزب أليس فايدل تقدمها، رغم أنها قالت في مقابلة مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك إن “هتلر كان اشتراكيا”، ويبدو للكاتب أن هذا لا يمنع من حصولها على المركز الثاني، خلف الحزب الديمقراطي المسيحي، وقبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.