على مدار العقد الماضي، حقق حزب الله اللبناني تقدمًا كبيرًا في تطوير ترسانة بحرية تتضمن صواريخ بحرية متطورة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية. وذكر خبير ميداني إسرائيلي أن هذه الصواريخ البحرية تتمتع بقدرة كهروضوئية تمكنها من تحديد الأهداف بدقة، مما يجعلها خطرًا حقيقيًا أيضًا على البحرية الإسرائيلية. وعززت التقارير من المخاوف الإسرائيلية بشأن صواريخ مضادة للسفن وصواريخ باليستية محتملة في حوزة حزب الله، مما يبرز أهمية تقييم القوة البحرية لهذا الحزب وتأثيرها على الأمن الإقليمي.

أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم مراقبة دقيقة لقدرات حزب الله البحرية في السنوات الأخيرة، محذراً خصوصًا من صاروخ “ياخونت”، وهو صاروخ روسي الصنع ذو سرعة عالية يعُدّ “كابوسًا للأساطيل الغربية”. وأكدت المعلومات أنه تمت عملية تهريب هذه الصواريخ من روسيا إلى سوريا ثم لحزب الله، مما يعكس التعاون العسكري بين إيران وحزب الله. وبالرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي لتقليص قدرات هذه الوحدة البحرية، إلا أن التقارير توضح أن حزب الله نجح في تطوير قدرات هجومية تعتمد على أحدث التقنيات.

تمتلك الوحدة البحرية لحزب الله، التي تدعمها إيران، قدرات متقدمة تؤهلها لتنفيذ عمليات اغارة ساحلية واستهداف السفن. وقد حصلت الوحدة على معدات حديثة تشمل صواريخ وأجهزة رادار مشابهة لتلك التي تستخدمها جماعات مثل الحوثيين في اليمن، مما يثير القلق في أوساط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ويبدو أن حزب الله يسعى لتحقيق تفوق عسكري على البحر، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا من قبل تل أبيب.

ورغم التطورات المثيرة للقلق في قدرات حزب الله البحرية، يبدو أن المسؤولين في البحرية الإسرائيلية يستبعدون إمكانية شن الحزب هجومًا بحريًا مفاجئ على إسرائيل. السبب في ذلك هو مستوى اليقظة البحرية العالي الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي حول المياه اللبنانية. على الرغم من الهجوم الذي استهدف السفينة الحربية الإسرائيلية “INS Hanit” أثناء حرب لبنان الثانية، إلا أن حزب الله قد قام بتحديث ترسانته البحرية منذ ذلك الحين.

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن إيران قامت بتهريب صواريخ حديثة إلى حزب الله في الفترة التي سبقت الحرب الحالية، مما يزيد من درجة التأهب. وقد أعرب خبير ميداني عن قلقه إزاء استخدام الحوثيين لصواريخ باليستية بحرية، مشيرًا إلى أنها قادرة على استهداف السفن بطرق غير تقليدية. تتمتع هذه الصواريخ بالقدرة على الهبوط على أهدافها من ارتفاعات عالية وزوايا حادة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للأنظمة الدفاعية مثل “القبة الحديدية البحرية”.

في النهاية، تكشف التقارير أن صواريخ حزب الله الحديثة تمثل تهديدًا جديدًا ومعقدًا للأمن الإقليمي، حيث تتطور هذه القدرات العسكرية باستمرار. ويُظهر التعاون القوي بين إيران وحزب الله في هذا المجال رغبة الطرفين في تعزيز النفوذ العسكري في المنطقة، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وحزب الله ويدعو إلى استراتيجيات جديدة لمواجهة التهديدات البحرية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version