استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية، صباح يوم السبت، مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، حيث تعتبر هذه الغارة الأولى من نوعها على المنطقة منذ اندلاع المواجهات مع حزب الله. طالت الهجمات شقة سكنية في أحد الأحياء المكتظة، مما أدى إلى مقتل القيادي في كتائب القسام، سعيد العلي، وزوجته وطفلتيهما. أكدت شهادات سكان المخيم فزعهم وهول الانفجار، حيث تركت هذه الغارات آثارا سلبية على الأهالي، وخاصة الأطفال الذين عاشوا لحظات من الخوف وعدم اليقين قبل أن يستعيدوا شجاعتهم ويتخذوا قرار البقاء في المخيم.

مخيم البداوي، الذي يبعد حوالي 5 كيلومترات عن مدينة طرابلس، هو واحد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي أنشأتها “الأونروا” لإيواء من هُجروا من بلادهم خلال النكبة عام 1948. يحتوي المخيم اليوم على نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني، بالإضافة إلى لاجئين سوريين ولبنانيين نازحين نتيجة العدوان. المخيم يعكس تاريخا طويلا من التهجير، حيث استقبل العديد من اللاجئين من مخيمات أخرى خلال الصراعات المختلفة.

يعاني سكان المخيم من حقوق أساسية مفقودة، إذ يُحرم الفلسطينيون في لبنان من العمل في العديد من المهن، مما يجعل وضعهم الاقتصادي مترديًا بشكل متزايد. وفقًا لمؤسسات مثل الأونروا، يعاني المخيم من نقص في الخدمات الأساسية، حيث تعتمد الأسر بشكل كبير على الدعم الخارجي الذي تستمر الأونروا في تقديمه، خاصة في مجالات التعليم والصحة. ومع ذلك، تبقى هذه الجهود غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون، يبقى معظمهم ثابتين على أمل العودة إلى ديارهم في فلسطين، استجابة لقرار الأمم المتحدة 194. حالة الإصرار هذه تتجلى في تصريحات العديد من القاطنين الذين يعلنون أن مخيماتهم ستظل مكان استقبال للروح القتالية للأمة الفلسطينية، حيث يتطلع السوريون والفلسطينيون للمقاومة وعدم الاستسلام للتهجير.

أكد مهدي عساف، المسؤول السياسي لحركة حماس في المخيم، أن الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الآمنة والتي تشمل المدنيين لن تمر دون عقاب، مشيرًا إلى أهمية المخيم كرمز للصمود والعطاء. تأتي هذه الغارات في خضم سلسلة من الهجمات التي استهدفت القادة الفلسطينيين، مما يشير إلى تصعيد مستمر في الاعتداءات الإسرائيلية ضد القضية الفلسطينية.

تبقى مشاهد الدمار والخوف التي خلفتها الغارة الإسرائيلية على مخيم البداوي حية في ذاكرة سكانه، الذين يواجهون يوميا تحديات كبيرة في صمودهم أمام الاحتلال، وتجديد عهد الأمل بالعودة إلى الوطن رغم الألم والفقد. المخيم ليس مجرد مكان للعيش بل يمثل هوية وهوية تاريخية تجمع الفلسطينيين تحت لواء الأمل والمقاومة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version