في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون، يطرح الناشط الحقوقي علاء. س، البالغ من العمر 27 عامًا، تساؤلًا حول الخيارات المحدودة المتاحة أمام السوريين المرتبطين بالأجهزة الأمنية في وطنهم. يتحدث علاء، الذي يعيش الآن في لبنان، عن خطر العودة إلى سوريا، في ظل مناخ من الاعتقال والتعذيب، والذي تجلى بوضوح في الأنباء المطلوبة عن حالات اعتقال لإجبار النازحين العائدين إلى بلادهم. ويبرز تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضًا هذه الحقائق المروعة، مشيرًا إلى أن 17 حالة اعتقال قد تم رصدها منذ اندلاع النزاع في لبنان، مع توزيع التوقيفات على عدة مناطق داخل سوريا.

يحمل علاء عبءًا كبيرًا، حيث كان ينوي العودة إلى مدينته في ريف دمشق بعد بداية الحرب في لبنان، ولكنه تراجع عن هذا القرار بسبب التقارير عن الاعتقالات. يشجع علاء زوجته وابنه على العودة، في حين يظل هو محاصرًا في لبنان بين المخاوف من العدوان الإسرائيلي وخطر أن يكون مطلوبًا للأجهزة الأمنية. هذا التردد يعكس حالة من عدم اليقين الذي يعاني منه العديد من الشباب السوريين في الخارج، الذين يجدون أنفسهم بين خيارين مأساويين: البقاء في بيئة مضطربة أو العودة إلى وطن يعيش حالة من الخوف المستمر.

وعلى الرغم من مرسوم العفو العام الذي صدر مؤخرًا من قبل نظام الأسد، إلا أن معظم الشباب السوريين لا يثقون به، حيث يتخوفون من الاعتقالات عند العودة. إحدى هذه الحالات هي حالة الشاب شادي الشرتح، الذي تم اعتقاله عند الحدود أثناء عودته، مما يعكس القلق المستمر بين السوريين المتخلفين عن الخدمة العسكرية. يأتي هذا في وقت يعيش فيه السوريون في لبنان ظروفًا معيشية صعبة، حيث فرّ الكثير منهم من الأوضاع القاسية في وطنهم.

تجربة العائدين من لبنان إلى سوريا مؤلمة، كما يوضح الشاب وسيم. ص، الذي اضطر إلى دفع أموال للتهريب عبر الحواجز العسكرية. يعبر وسيم عن لحظات الرعب التي عاشها بسبب الغارات الإسرائيلية، ويشعر أنه لا يمتلك أي خيار آخر سوى العودة رغم المخاطر. وهذا يعكس وضعًا أكثر تعقيدًا لكثير من اللاجئين الذين يفكرون في خيارات العودة وسط خوف من انتقام النظام أو التضحية بحياتهم بسبب الظروف الإنسانية الصعبة في المخيمات.

في سنته من وجوده في لبنان، يستمر الجيل الشاب من السوريين في مواجهة تحديات هائلة. يتزايد عدد النازحين الذين يجازفون بحياتهم من أجل العودة، برغم المخاطر التي تلوح في الأفق. يشير تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن الآلاف من العائدين تعرضوا للاعتقال، مما يزيد من أعباء المجتمع السوري، وقد وصل عدد العائدين إلى أرقام مرتفعة، مما يدل على وضع متردي يستمر منذ منتصف العقد الماضي.

في النتيجة، يعاني اللاجئون السوريون في لبنان من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة، وقد تفاقمت الأزمات بعد العدوان الإسرائيلي. يواجه هؤلاء النازحون تحديات متزايدة، بين العودة إلى وطنهم أو الاستمرار في العيش في ظل الخطر، مما يزيد من انعدام الأمن والاستقرار. وتقدم هذه التجارب لمحة عن حياة السوريين مظلومة، مما يؤكد الحاجة الملحة للعمل والنظر في الحلول الجذرية لهذه الأزمات التي تنخر في المجتمعات السورية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version