في خطوة مثيرة، أعلن حزب الله عن دخوله في “مرحلة جديدة وتصعيدية” في مواجهته مع العدو الإسرائيلي، وهو ما يلفت الانتباه في ظل الظروف الحاسمة التي تمر بها المنطقة. يأتي هذا الإعلان بعد تطورات ميدانية هامة، منها استشهاد قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وأيضًا بعد 20 يومًا على بدء العمليات البرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني. تتصاعد المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية، في وقت يؤكد فيه قيادات حزب الله أن مقاتليهم جاهزون لأي اعتداء.

يعتبر الخبير العسكري حسن جوني أن البيان صادر عن حزب الله يحدد إطار العمليات الدفاعية المتنوعة على الصعيدين البري والبحري والجوي. وفقًا له، فإن المقاتلين لديهم إصابات في صفوف الإسرائيليين، مما يدل على فعالية العمليات. كما يتوقع أن الحزب ينوي استخدام أسلحة متطورة وصواريخ استراتيجية خلال هذه المرحلة الجديدة. وتشير التحليلات إلى توقع عمليات مفاجئة تستهدف نقاط حساسة داخل إسرائيل، مما يبرز استعداد حزب الله لمفاجآت قد تغير ميزان القوة في الصراع.

في السياق العسكري، يعتقد العميد الركن هشام جابر أن حزب الله سيركز على استخدام أسلحة جديدة لم تستخدم بعد، مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ سطح البحر. ورغم ذلك، لا يُتوقع حدوث تغييرات جذرية في التكتيكات العسكرية، حيث سيستمر الحزب في النمط العرفي “لحرب العصابات”. يعتمد تكتيك حزب الله على استدراج القوات الإسرائيلية إلى العمق، مما يزيد من فاعليته العسكرية دون الحاجة للتعقيد في العمليات.

من جهة أخرى، يؤكد المحلل السياسي علي مطر أن حزب الله يسير وفق مراحل من التصعيد، حيث بدأت المرحلة الأولى بعد اعمال الاغتيالات باستهداف المستوطنات في الشمال. يُظهر الحزب رسائل متعددة لإسرائيل من خلال توجيه ضربات موجعة، ما يحتم على إسرائيل أن تواجه تكلفة الحرب المتزايدة. مُشيرًا إلى أنه مع انطلاق عمليات جديدة، من الممكن أن يسعى الحزب لاستهداف مناطق قريبة من تل أبيب، مستفيدًا من الوضع العسكري والتكتيكي الحالي.

يبرز أيضًا التحليل بأن حزب الله يهدف إلى زيادة “إيلام العدو”، وهو يأتي في وقت تعاني فيه إسرائيل من موجات من الاستهدافات تتسبب بانخفاض الروح المعنوية. يُظهر الوضع أن التنسيق العسكري والسياسي لحزب الله يجعله يخطط لاستهداف مناطق جديدة، ويؤكد مطر أنه من الممكن أن نشهد نزوح جماعي للمستوطنين تحديدًا من المناطق الشمالية بسبب تأكيدات التصعيد على الأرض.

في نهاية المطاف، يبدو أن الوضع الحالي يتجه نحو تصعيد مستمر في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، مما يعكس عدم الاستقرار في المنطقة. يستعد الحزب لمفاجآت جديدة تعزز من موقفه في النزاع، معوضًا عن المساعدات والممارسات القتالية عبر تكتيكات متعددة ومتطورة، مما يسمح له بالبقاء في دائرة الصراع كقوة فاعلة، في الوقت الذي تبقى فيه جهود التوصل إلى تسوية دبلوماسية بلا تقدم ملموس، مما يعكس حقيقة معقدة للصراع المستمر والمنتظر.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version