يعمل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على استغلال الحرب الدائرة في غزة والتصعيد الذي تشهده الأوضاع في لبنان وسائر المنطقة لتعزيز حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. يعتبر ترامب أن فترته في الحكم كانت فترة سلام، ويرى أن ضعف إدارة الرئيس الحالي جو بايدن هو السبب وراء تفاقم الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تصدرت جهود إدارة بايدن منع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، ومع تزايد العمليات العسكرية في لبنان وتدخل الحوثيين والمليشيات العراقية، تزداد المخاوف من تصاعد الصراع.

مع تصاعد الضغوطات، توجهت الأنظار نحو ردود أفعال إسرائيل على الهجمات الإيرانية، وخاصة بعد هجوم إيران والذي أسفر عن إطلاق 180 صاروخاً على إسرائيل. وقد قامت الولايات المتحدة بدورها بدعم الدفاعات الإسرائيلية بإسقاط معظم هذه الصواريخ. وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل نيتها للرد بشكل قوي، صرح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن هناك عواقب وخيمة متوقعة على إيران، مما يشير إلى إمكانية حدوث تعاون عسكري مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

من ناحية ترامب، فالصراع المستمر من شأنه أن يزيد من مؤيديه، خاصة بين الإنجيليين واليهود. فقد حصل ترامب على 81% من أصوات الإنجيليين و23% من أصوات اليهود في الانتخابات السابقة، وهو يأمل أن يساهم التصعيد الحالي في زيادة هذه النسب في الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا. يعد ترامب نفسه مرشحاً قوياً يعبر عن التأييد للسياسات الإسرائيلية، ويخطط لاستخدام هذه الحرب لتعزيز موقفه والتقرب من الناخبين.

في هذا السياق، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بيتر روف أن معظم الأمريكيين لا يتناولون تفاصيل السياسة الخارجية عند الاقتراع، بل يهتمون بتصوراتهم حول قوة المرشح في الحفاظ على الأمن الوطني. ورغم أن الأوضاع الحالية قد تدفع الناخبين ليدعموا ترامب، فإنه ينبغي التذكير بأن الكثير منهم كانوا قد اختاروه مسبقاً قبل التصعيد الأخير. ويشير روف إلى أن القلق بشأن أمن إسرائيل هو أحد العوامل الرئيسية التي ربما تؤثر على تبرعات الناخبين وتوجهاتهم الانتخابية.

على نفس الخط، يوافق الأكاديمي جيريمي ماير على فكرة أن الصراعات في الشرق الأوسط قد تدفع بعض الناخبين اليهود نحو ترامب بدلاً من بايدن. على الرغم من دعم بايدن لإسرائيل، لا يمكنه مجاراة ما قدمه ترامب من دعم غير مشروط والذي ساهم في تعزيز مكانته الجيدة بين قاعدته الانتخابية. كما يشير ماير إلى أنه مع تنامي الأزمات في العالم، قد تكون نقاط القوة في السياسة الخارجية لترامب سلاحاً له في الحملات الانتخابية.

أخيراً، تبرز فكرة “مفاجأة أكتوبر” التي تثيرها الانتقادات والمعايير السياسية في أوقات الانتخابات الأميركية. وقد يكون التصعيد بين إسرائيل وإيران هو ما يُعتبر بمثابة تلك المفاجأة التي قد تقلب موازين الأمور لصالح ترامب في الانتخابات القادمة. وبالتالي، مع بقاء أقل من شهر على الانتخابات، يبدو أن الطرف الأكثر استفادة ستكون الحملة الانتخابية لترامب، مستغلاً الفوضى الإقليمية والتوترات العالمية لصالحه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version