تطرق العديد من الصحف الإسرائيلية إلى نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث حقق مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب الفوز. وقد أبدت هذه الصحف اهتماماً بالغاً بتداعيات هذا الفوز على الأحداث السياسية والحروب المختلفة التي تخوضها إسرائيل. وركز المحللون على كيفية تأثير هذه النتائج على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك ردود فعل المنظمات اليهودية في أميركا التي سارعت لتهنئة ترامب، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات عميقة تهدد الاستقرار.
أشارت كبيرة مراسلي صحيفة هآرتس، جودي مالتز، إلى أنه كان هناك ترحيب من قبل رئيس اللجنة اليهودية الأميركية، تيد دويتش، الذي دعا الولايات المتحدة إلى ممارسة دور قيادي في العالم من أجل تعزيز قيم الديمقراطية ومكافحة التهديدات التي تواجهها، بما في ذلك العداء للسامية. كما أعربت الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية عن رغبتها في العمل مع الإدارة الجديدة لتعزيز دعمها الثابت لإسرائيل، الأمر الذي يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع اليهودي الأميركي للعلاقة الأميركية الإسرائيلية.
على الرغم من بعض ردود الفعل الإيجابية، فقد أبدى دبلوماسي إسرائيلي سابق، ناداف تمير، عدم ارتياحه لهذه النتائج. حيث اعتبر أن فوز ترامب قد يؤثر سلبًا على إسرائيل ويمهد الطريق لزيادة النفوذ الروسي والصيني في العالم. وحذر من أن هذا الانتصار قد يتيح فرصًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز تحركاته في الأزمات الدولية، بما في ذلك مواضيع تتعلق بالصين وكوريا الشمالية. وأضاف تمير أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتحلى بالحذر والاعتدال بدلاً من التفاؤل المفرط، مؤكدًا أن الوضع ليس ورديا كما قد يبدو للبعض.
تعتبر الكاتبة توفا لازاروف من صحيفة جيروزاليم بوست أن فوز ترامب يمثل تحولًا دبلوماسيًا قد يعقد الجهود المدعومة أميركياً لإنهاء النزاعات في المنطقة. وفيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تشير لازاروف إلى احتمال وجود توافق أقوى بين ترامب ونتنياهو في مسائل تتعلق بخطط ما بعد الحرب في غزة، وهو ما يعكس تغيرًا في المنظور الاستراتيجي للسياسة الإسرائيلية.
في ذات السياق، عبرت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قلقها من غياب جاريد كوشنر، صهر ترامب، عن الإدارة المقبلة، مما يستدعي من إسرائيل إعادة النظر في خياراتها بشأن التعامل مع الإدارة الجديدة. وفي تحليل لمراسل الشؤون الدبلوماسية، إيتمار آخنر، تم التأكيد على أهمية إدراك الإسرائيليين لحقيقة أن بلادهم تعيش فترة حرجة، حيث لا يزال أمام الرئيس جو بايدن الفرصة الكاملة لاتخاذ قرارات قد تؤثر على مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية قبل تنصيب ترامب في 20 يناير.
في الختام، يعكس التحليل الشامل لمجموعة من المقالات وردود الفعل على فوز ترامب حالة من القلق والترقب داخل الأوساط الإسرائيلية. بينما تعبر ردود الأفعال الإيجابية من بعض المنظمات اليهودية عن تفاؤل حذر، إلا أن بروز مخاوف دبلوماسية وردود فعل سلبية من شخصيات بارزة تشير إلى أن العواقب قد تكون أكثر تعقيدًا. تناقش هذه اللقطة صورة معقدة للعوامل والسياسات التي قد تشكل مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأميركية والدور الذي قد تلعبه الإدارة الجديدة في هذه العلاقة.