تتعرض غزة لأسوأ كوارث إنسانية بفعل التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول 2023، إذ تُتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، حيث تمزق العائلات وتفصل الأطفال عن ذويهم بسبب سياسة التهجير القسري. بحسب تقديرات منظمات دولية، يُظهر أن حوالي 20 ألف طفل فلسطيني أصبحوا غير مصحوبين بوالديهم أو بأحدهما، كما يُقدّر أن 40% من المفقودين البالغ عددهم 15 ألف طفل يُخشى أن يكون مصيرهم الموت أو اعتناء أسر أخرى بهم. دوري الأمم المتحدة يشير بشكل متزايد إلى خطر انفصال الأطفال عن أسرهم، خاصة مع توجيه إسرائيل لعمليات النزوح المتكررة لعائلات قطاع غزة.

تُسلط التجارب الشخصية للأسر المتأثرة الضوء على مأساة النزوح المتكرر في غزة. ميرا حسن، فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها، تعبر عن شوقها الكبير لوجود والدها في ظل العزلة التي تعيشها مع عائلتها في مخيم للنازحين. وبنفس الأمل، تتساءل عن موعد انتهاء الحرب لتتمكن من رؤية والدها مرة أخرى. مثلها، تعاني كاميليا، أخت ميرا، التي تشتاق لوالدها الذي قرر البقاء في الشمال لتحمل مسؤولية عائلته. هذه اللحظات تُفصح عن معاناة الأطفال وتشير إلى انعدام الأمان والراحة في حياتهم نتيجة القصف المستمر.

الأم الفلسطينية فاطمة هي مثال آخر على العائلات المتفككة، فقد أجبرها الاحتلال على النزوح المتكرر، ما أدى إلى فقدان الاتصال مع أبنائها الصغار. تعبر فاطمة عن حزنها العميق لعدم قدرتها على تربية أطفالها في ظل الظروف القاسية التي تعاني منها، إذ عاشوا بعيدين عنها لمدة عام كامل. تعكس قصتها واقع الصعوبة التي تواجهها النساء والأمهات في ظل هذه الحرب، وتتمنى العودة إلى منزلها وعائلتها في شمال غزة.

مع استمرار النزاع، تحذر تقارير الصحافة العالمية من تفكك الأسر في غزة، حيث تجبر الظروف الناس على الفرار المتكرر، ما يؤدي لاحتمالية فقدان أحبائهم. يُقارن الوضع الحالي بمدى صعوبة التحرك في مناطق صغيرة كغزة، مما يزيد من المخاطر المترتبة على هذه الحركة. يزداد عدد الأطفال غير المصحوبين، كما أظهرت تقارير اليونيسيف، والتي تسلط الضوء على الحاجة العاجلة للدعم والرعاية للأطفال المتأثرين بفعل الحرب.

الجرائم التي تحدث في غزة تُعتبر انتهاكات خطيرة بحق الأطفال، حيث تُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن استهداف الحياه اليومية للأطفال مثير للقلق. تزداد خطر الانفصال عن الأسر في ظل الظروف والفوضى المستمرة، وهذا يؤثر بشكل كبير على استقرارهم وأمنهم النفسي. تعلّق المديرة الإقليمية لليونيسيف على الوضع، مشيرة إلى أن كل يوم يمر في هذا السياق يزيد من مخاطر القتل والتشويه والانفصال العائلي.

في ختام هذا الوضع، يعاني نحو مليوني نازح فلسطيني في غزة من ظروف معيشية قاسية، إذ يتعرضون للأمراض المعدية وانخفاض مستوى النظافة بسبب الاكتظاظ ونقص الموارد. الرد الأمريكي على هذا الصراع المستمر يسمح لإسرائيل بمواصلة عملياته العسكرية، ما يساهم في زيادة عدد الضحايا والمفقودين. تُشير التقديرات إلى تجاوز عدد الضحايا 143 ألف شهيد وجريح، مما يجعل الوضع في غزة من بين أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version