أعربت مصادر حكومية أردنية عن رفضها للقرار الإسرائيلي الذي يتعلق بإنشاء فرقة عسكرية على الحدود مع الأردن، مبررة ذلك بأن “إسرائيل هي القوة القائمة بالاحتلال الذي يجب أن يزول”. ولقي هذا القرار ردود فعل سلبية داخل الأردن، حيث أشار المصدر إلى أهمية تحقيق السلام والتعاون، وأن الحل الأفضل لتحقيق الأمن والاستقرار هو من خلال تطبيق حل الدولتين، بدلاً من التعزيزات العسكرية التي تتخذها إسرائيل. جاءت هذه التصريحات بعد موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي على إنشاء هذه الفرقة العسكرية، والتي تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية في المنطقة الحدودية الشرقية وإدارة الأحداث الأمنية المحتملة.

من جهة أخرى، تشهد الحدود الأردنية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة توترات متعددة، وقد وقعت مؤخراً عمليات أمنية، كان أبرزها عملية الجندي الأردني السابق ماهر الجازي الحويطات، الذي أطلق النار على جنود إسرائيليين وأدى ذلك إلى مقتله. إضافة إلى ذلك، شهدت الحدود في أكتوبر الحالي عملية قام بها شابان أردنيان أطلقا النار على دورية إسرائيلية، ما يعكس تزايد الاشتباكات بين الجانبين. يحتفظ الاحتلال الإسرائيلي بجثتي الشابين بعد استشهادهما، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.

يعتبر الأردن أحد الدول المجاورة لفلسطين ويملك أطول خط حدودي مع الأراضي المحتلة، حيث يمتد هذا الخط على مدى 335 كيلومتراً، تتوزع بين 238 كيلومتراً مع الأراضي المحتلة و97 كيلومتراً مع الضفة الغربية. وهذا يمنح الأردنيين اهتماماً خاصاً بالأحداث الأمنية والسياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بمسألة الأمن الوطني الأردني.

تتزايد المخاوف من التصعيد العسكري على الحدود، حيث يستشعر الأردنيون القلق من تدهور الأوضاع الأمنية في ظل وجود فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة. وقد أشار مسؤولون في الحكومة إلى أن العنف والعمليات العسكرية لا تقدم حلاً للصراعات في المنطقة، مما يساهم في تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. إن التركيز على الحلول السلمية والتعاون بين الدولتين يعتبر الطريق الأنجح لتحقيق الاستقرار.

في ظل الظروف الراهنة، يظل التعاون الإقليمي والدولي أساسياً لمواجهة التحديات. وقد سلطت المصادر الأردنية الضوء على أهمية دعم الجهود المبذولة نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يتطلب دعماً دولياً ومشاركة فعالة من الأطراف المعنية. فقد أكدت الحكومة الأردنية على أهمية مبادرة السلام وتحقيق تسوية شاملة للصراع.

تدعو الأردن والمجتمع الدولي إلى تعزيز الحوار والسعي نحو حلول سلمية للأزمات المتفاقمة. تبقى المنطقة تحت الضغط، وتشير الأحداث إلى ضرورة تغيير السياسات العدوانية والتركيز على مفاوضات جادة تُفضي إلى نتائج ملموسة لصالح جميع الأطراف. فالسلم هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يضمن استقرار المنطقة على المدى الطويل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version