ساد مراسلو الجزيرة نتالقدس المحتلة – فتح الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في معركة “طوفان الأقصى”، وذلك باب النقاش حول استراتيجية الردع الإسرائيلية وفعاليتها في مواجهة التحديات. وطُرحت العديد من الأسئلة حول مدى تأثر إسرائيل بهذه الإستراتيجية ومدى فشلها في استعادتها، حتى بعد نصف عام من العدوان على غزة.

أساس إستراتيجية الردع الإسرائيلية جذور عميقة في مفهوم الأمن الإسرائيلي، حيث كانت تعتمد على القوة العسكرية لتثبيت ردع الفصائل الفلسطينية. لكن الهجوم المفاجئ لحماس على مستوطنات جنوب قطاع غزة أظهر فشل هذه الإستراتيجية. توافق المحللون السياسيون الإسرائيليون على أن هذا الهجوم يعكس فشل الردع أمام حماس، مما يؤكد على عدم نجاح إسرائيل في استعادة الردع.

تحدثت دراسة للدكتور أمير لوبوفيتش عن فشل الردع الإسرائيلي وسؤال إسرائيل عن سبب ضعف الثقة في استراتيجية الردع تجاه حماس. وقد أظهرت التجارب السابقة على غزة عدم فعالية الردع في احتواء تهديدات حماس. على الرغم من عدم وضوح أسباب فشل الردع، إلا أن بعض العوامل قد تكون لها تأثير على سلوك حماس، التي استمرت في اعتماد الردع رغم فشله.

دان سيجير من معهد “ليونارد ديفيس” انتقد بشدة الردع الإسرائيلي وأكد أن الهجوم المفاجئ لحماس في أكتوبر الماضي كان حجر الزاوية في انهيار هذه الإستراتيجية. مسار الحرب لم يحقق أهدافه، مما يعكس فشل الردع على جميع الأصعدة. يرى سيجير أن استمرار الحرب لن يعيد الردع ولا يحقق الانتصار المرجو، لأن حماس كانت في القمة بالمهاجمة.

إذا كانت إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الإسرائيلي، فيجب أن تكون قادرة على توجيه رسالة القوة والاستقرار للجماعات المسلحة المحيطة، بما في ذلك حماس وحزب الله. يجب عليها أيضا الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة تعكس تطور الوضع الإقليمي. استمرار الحرب في غزة لا يبني الردع، بل يشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي وهوية قوة الردع التي تداعت.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.