في تحليلٍ عسكرية عميقة، أشار العميد حسن جوني إلى نجاح حزب الله في تنفيذ هجومه على معسكر لواء غولاني في “بنيامينا” جنوبي حيفا، معتبرًا أن هذا النجاح قد يكون نتيجة لثغرات في عملية الرصد والمتابعة، مشيرًا إلى احتمال تنفيذ الحزب لمناورة ذكية أو استخدام تقنيات متقدمة للتخفي. وهو ما أثار تساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية، حيث رصد الجيش الاحتلال المسيرة وأطلق صفارات الإنذار، إلا أنه فقد أثرها قبل أن تصل المعسكر وتنفجر. هذا يشير إلى أهمية دراسة وتحليل التقنيات الحديثة المستخدمة في المعارك واستراتيجيات العدو.
علاوة على ذلك، لفت جوني إلى أن المسيرات، التي تُعتبر سلاحًا جديدًا في الحروب الحديثة، أثبتت جدارتها فعلاً في النزاعات الحالية، مؤكداً أنها طورت في الحرب الأوكرانية لتصبح تهديدًا يشكك في فاعلية الأسلحة التقليدية مثل الدبابات، التي اعتبرها البعض محصنة. المسيرات ليست فقط رخيصة بل يمكن تصنيعها من قبل مجموعات غير تابعة للدول، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى السيطرة عليها، خصوصًا مع قدرتها على التحرك بسرعات عالية وعلى ارتفاعات منخفضة.
أما بالنسبة للتحديات التي تواجهها إسرائيل في مواجهة هذه الطائرات، فقد أشار جوني إلى أن الأبحاث العالمية تدور حول استراتيجيات جديدة لاعتراض المسيرات، مثل استخدام النسور المدربة أو الأساليب الأخرى لتعطيلها. فعلى الرغم من محاولات الدفاع الجوي الإسرائيلية، تبين أن فعالية هذه الأنظمة لم تكن كافية بعد لوقف هذه الطائرات، مما يمثل تحديًا كبيرًا أمام الجيش.
عند الحديث عن قدرات حزب الله، ألقى جوني الضوء على عدم وضوح الإمكانيات الحقيقية التي يمتلكها الحزب في هذا المجال، مما يجعله مصدر قلق دائم لإسرائيل. كما أن الهجوم الأخير يعتبر مؤشرًا على أن حزب الله لا يزال يمتلك قدرات صاروخية بعيدة المدى، مما يدحض الادعاءات الإسرائيلية السابقة حول تدمير قدرات الحزب الصاروخية بالكامل، ويؤكد قدرة الحزب على استهداف مناطق في العمق الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، تأثرت الاستراتيجية الإسرائيلية بصورة كبيرة جراء هذه الأحداث، حيث أصبح من الضروري على الجانب الإسرائيلي إعادة تقييم المخاطر والتوجيهات الدفاعية. التأثيرات على الأمن الداخلي والاعتبارات الاستراتيجية ستكون ملحوظة، خصوصًا مع استمرار التهديدات من حزب الله والذي يملك القدرة على استهداف حتى المدن البعيدة مثل إيلات.
باختصار، يُظهر تحليل العميد حسن جوني أن تكنولوجيا الحروب الحديثة، مثل المسيرات، قد تسببت في تغيير موازين القوة. تحديات جديدة تطرحها هذه التقنيات تتطلب من الجيوش التقليدية إجراءات فورية لمواجهة التهديدات المعاصرة. من الضروري على الدول تعزيز قدراتها البنائية لمواجهة هذه التحديات المتزايدة، وخاصةً في المنطقة التي تشهد صراعات مستمرة.