بعد ساعات من الهجوم الإيراني على إسرائيل في أوائل أكتوبر 2023، أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رسالة فورية إلى تل أبيب، تدعوها للتريث قبل الرد. كانت الولايات المتحدة تتخوف من أن الانتقام السريع من إسرائيل قد يؤدي إلى صراع إقليمي شامل، في وقت حساس قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي تقرير خاص، أشارت معلومات من مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إلى أن واشنطن كانت تسعى، على مدى الأسابيع الثلاثة التالية، للتأثير على كيفية استجابة إسرائيل، حتى وصلت إلى ضربات محدودة على الأهداف العسكرية الإيرانية.

استهدفت إسرائيل في ردها الدفاعات الجوية الإيرانية ومنشآت إنتاج الصواريخ، متجنبةً المواقع النووية ومنشآت الطاقة، وهو ما لقي ترحيبًا لدى بايدن. وأكد جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول شؤون الشرق الأوسط السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن الضغوط الأمريكية كانت حاسمة، حيث كان من الممكن أن يسير القرار الإسرائيلي بشكل مختلف تمامًا لولا استجابة إدارة بايدن. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى أن تكون إسرائيل قد تعرضت لضغوط، إلا أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن أهمية احتواء الضربة.

بعد الهجوم الإيراني، أوضحت إدارة بايدن أنها ستجعل إيران تدفع ثمن هذا الهجوم. وقد أجرت اتصالات متعددة بين وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين لمناقشة ردود الفعل المحتملة. كان الهدف الأمريكي هو التأكيد على ضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي متناسبًا وغير مفرط، بالإضافة إلى العمل على تقديم حزمة من الخيارات لدعم إسرائيل مع تجنب الحرب الموسعة.

تسبب الهجوم الإيراني في أضرار في قواعد عسكرية إسرائيلية، ولكن الدفاعات الجوية لم تتمكن من اعتراض العديد من الصواريخ الإيرانية. وأشار المحللون إلى أن إسرائيل قد تكون تحاول الحفاظ على ما تبقى من دفاعاتها الجوية. بينما كان المسؤولون الأمريكيون يقترحون عقوبات تستهدف الاقتصاد الإيراني، وخصوصًا في مجال النفط، لتنويع خيارات الرد بدلاً من الضربات العسكرية المباشرة المتهورة.

يبدو أن الرسالة نفسها قد تم إيصالها إلى إسرائيل حول المواقع النووية الإيرانية، حيث أكد المسؤولون الأمريكيون ضرورة الانتظار لحالات أكثر ملائمة قبل النظر إلى خيارات مثل تدمير هذه الأماكن. كما أشار بلينكن إلى أن هذا الهجوم المدروس يمكن أن يفتح المجال لتحقيق أهداف دبلوماسية في المنطقة التي تعاني من النزاعات المستمرة. كما أكد على ضرورة أن تتجنب إيران الرد على هذه الضربات.

على الرغم من محاولات إدارة بايدن للحد من تفاقم التوتر، يظل الوضع محفوفًا بالمخاطر، ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن النتائج تظل غير مؤكدة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. حيث يُعتقد أن النتيجة قد تتغير اعتمادًا على انتصار الجمهوريين، خصوصًا في ظل قلقهم من أن انتصارات مثل ترامب قد تزيد من سجل التصعيد والمخاطرة العسكرية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version