في عملية نوعية جديدة، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية اختطاف في منطقة البترون شمال لبنان، على بُعد 140 كم من الحدود الجنوبية. ووفقًا لمصادر أمنية لبنانية، فإن قوة كوماندوز إسرائيلية تسللت عبر البحر ونفذت العملية فجر يوم السبت. حيث قامت القوة بالإنزال البحري على شاطئ البترون، واستهدفت شاليهات بحرية، وخطفت مواطنًا لبنانيًا كان موجودًا هناك، واقتادته إلى الشاطئ قبل أن تغادر باستخدام زوارق إلى البحر. وأظهرت كاميرات المراقبة المسلحين بزي عسكري وهم يقتادون المختطف معصوب العينين، مما أثار تساؤلات حول كيفية تنفيذ إسرائيل للعملية في منطقة بعيدة بينما هناك دوريات تابعة لليونيفيل، خاصة البحرية الألمانية، تتواجد على طول الساحل اللبناني.
ردًا على الحادثة، صرح وزير الأشغال اللبناني، علي حمية، بأن الشخص المختطف هو قبطان بحري يدرس في معهد العلوم البحرية، مؤكدًا أن المياه اللبنانية تخضع للرقابة. كما أشار إلى أن الحكومة اللبنانية ستتواصل مع اليونيفيل للتأكد مما إذا كان هناك تنسيق في العملية. من جهة أخرى، نفت قوات اليونيفيل أي علاقة لها بتسهيل عملية الاختطاف أو بانتهاك سيادة لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع.
محللون وخبراء أمنيون يتناولون الحادثة من جوانب متعددة، حيث اعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية، علي حيدر، أن العمل يمثل تحولًا في الأساليب والتكتيكات الإسرائيلية، مما يضع تحديات جديدة أمام المقاومة والدولة اللبنانية. وأوضح أن الحادث يثير تساؤلات حول كيفية تنفيذ هذه العملية بالرغم من الرقابة المستمرة لبعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مما يعكس حالة حرب مفتوحة مع العدو تشمل جميع الأساليب.
العميد بهاء حلال، خبير عسكري، دعا الأجهزة الأمنية إلى إصدار تقرير يوضح تفاصيل الحادث وملابساته، مشيرًا إلى أهمية تقرير اليونيفيل في توضيح المسألة. وفي حال ثَبُت وقوع اختراق، فإن ذلك سيطرح تساؤلات حول فعالية القوات الدولية في رصد الانتهاكات وما إذا كان بإمكان الزوارق العسكرية دخول المياه اللبنانية بدون تصريح.
المؤشرات التي تلي الحادث تشير إلى احتمال وجود تصعيد جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية. حيث قد تشمل الاستراتيجية الجديدة عمليات إنزال بحرية تهدف إلى تنفيذ اغتيالات وعمليات خاصة. وأعيدت إلى الذاكرة عمليات إنزال سابقة نفذتها القوات الإسرائيلية خلال حرب 2006، مما يضيف بعدًا تاريخيًا للحادثة في البترون.
في المجمل، يعكس الحادث تطورًا في نمط الأداء الإسرائيلي وقدرة القوات المعادية على تنفيذ عمليات في عمق الأراضي اللبنانية. وقد يضاعف هذا الأمر من الأعباء الأمنية على الدولة اللبنانية ويطرح تساؤلات حول مدى فعالية قوات اليونيفيل، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.